تعيش الأسواق المغربية على وقع موجة غلاء جديدة، بلغ خلالها سعر الليمون مستويات غير مسبوقة، في ظل تراجع الإنتاج وتأثير موجات الجفاف المتتالية. هذا الارتفاع المحلي ترافق، بشكل مفارق، مع تسجيل صادرات قياسية من الليمون المغربي نحو المملكة المتحدة.
قفزة غير مسبوقة في الصادرات
بيانات منصة “إيست فروت” المتخصصة كشفت أن المغرب صدّر ما يقارب 1200 طن من الليمون إلى بريطانيا بين نونبر 2024 وغشت 2025، بقيمة مالية بلغت حوالي 920 ألف دولار.
وتشير الأرقام إلى قفزة هائلة تتجاوز 40 مرة حجم الصادرات المسجل سنة 2023، كما تتجاوز هذه الكمية مجموع صادرات المغرب نحو بريطانيا خلال عشر سنوات كاملة.
هذا الارتفاع يُعدّ الأعلى منذ 17 عامًا، متجاوزًا الرقم المسجل سابقًا بنسبة 12%.
سوق داخلية تحت ضغط الغلاء والجفاف
يأتي هذا الارتفاع التاريخي في الصادرات في وقت تواجه فيه المملكة أزمة مائية خانقة أثرت بشكل مباشر على الإنتاج الفلاحي. وقد أدى تراجع الموارد المائية إلى انخفاض كبير في وفرة عدد من المنتجات، أبرزها الليمون الذي يُعدّ من المواد الأكثر طلبًا خلال فصل الشتاء.
ومع ضُعف الإنتاج، شهدت الأسواق المغربية ارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار، وسط انتقادات متزايدة بشأن تأثير سياسات التصدير على التوازن الداخلي.
أسئلة حول التوازن بين التصدير والسوق المحلية
وسط هذه المفارقة، يبرز نقاش واسع حول قدرة السياسات الفلاحية على تحقيق التوازن المطلوب بين دعم الاقتصاد الوطني عبر الصادرات، وضمان تموين السوق الداخلية بأسعار معقولة، خصوصًا في ظل ندرة الموارد المائية التي تتطلب مقاربة أكثر دقة في تدبير المنتجات الفلاحية الحساسة. .

