أكدت منظمة أوكسفام، اليوم الجمعة، أن أرباح أصحاب المليارات في أكبر الاقتصادات العالمية بلغت خلال العام الماضي ما مجموعه 2.2 تريليون دولار، وهو مبلغ وصفت المنظمة بأنه “كافٍ لإخراج جميع الفقراء عبر العالم من دائرة الفقر”، في وقت تتزايد فيه الضغوط على الدول النامية بفعل المديونية والاختلالات الاقتصادية.
وتأتي هذه التصريحات قبل أيام من انعقاد قمة مجموعة العشرين في جنوب أفريقيا، حيث دعت أوكسفام قادة الدول إلى دعم المبادرات التي تقترحها الدولة المضيفة لمعالجة التفاوت الهائل في الثروة والديون، معتبرة أن الظرفية العالمية باتت تتطلب قرارات حاسمة.
واستندت المنظمة في تحليلها إلى بيانات قائمة فوربس، والتي تظهر أن ثروات المليارديرات داخل دول المجموعة ارتفعت إلى 15.6 تريليون دولار، فيما تُقدّر تكلفة إخراج 3.8 مليارات شخص من الفقر بحوالي 1.65 تريليون دولار سنويًا، ما يعكس حجم الهوة بين الثروة المتركزة لدى أقلية محدودة ومستوى هشاشة غالبية سكان العالم.
واقترحت أوكسفام إنشاء لجنة دولية لمعالجة عدم المساواة، على غرار الهيئة الحكومية الدولية الخاصة بتغير المناخ، معتبرة أن هذا الهيكل “سيشكل خطوة عالمية هامة لمعالجة حالة الطوارئ المرتبطة باللامساواة”، وفق ما أكده المدير التنفيذي للمنظمة أميتاب بيهار.
كما شددت المنظمة على ضرورة إصلاح الأنظمة الضريبية، مع فرض ضرائب عادلة على الأثرياء لتمويل مكافحة الفقر وتداعيات تغيّر المناخ، منتقدة السياسات الاقتصادية للولايات المتحدة التي قالت إنها تعمّق الهوة بين الأغنياء والفقراء.
وأبرزت بيانات أوكسفام أن 3.4 مليارات شخص يعيشون في دول تنفق على سداد فوائد الديون أكثر مما تنفقه على التعليم والصحة، في مؤشر خطير على هشاشة الأنظمة الاجتماعية في العديد من الدول النامية.
وتضم مجموعة العشرين نحو 85% من الناتج الإجمالي العالمي وثلثي سكان العالم، وتسعى جنوب أفريقيا، التي تستضيف لأول مرة القمة على أراضيها، إلى وضع قضايا البلدان الإفريقية والنامية في صلب النقاش الدولي قبل تسليم الرئاسة للولايات المتحدة سنة 2026.

