تستعد المملكة المغربية لاستقبال أول شحنة من القضبان الحديدية المخصصة لمشروع الخط الحديدي فائق السرعة الرابط بين مدينتي القنيطرة ومراكش، في خطوة حاسمة ضمن مسار تطوير شبكة القطارات عالية السرعة التي ينتظر أن تتوسع بشكل كبير في أفق سنة 2030.
وتضم هذه الشحنة أكثر من 1000 قضيب حديدي بطول 36 متراً، جرى تحميلها نهاية الأسبوع الماضي عبر ميناء ينغكو بمنطقة بايوتشوان الصينية، قبل أن تنطلق نحو المغرب دون تسجيل أي تأخر، وفق ما أكدته مصادر إعلامية صينية.
وقال ليو يانكاي، رئيس فريق خدمات محطة بايوتشوان، إن الإجراءات اللوجستية الحديثة المعتمدة—من بينها نظام الحجز الرقمي وتعزيز أطقم العمل وتقوية آليات التواصل اللحظي—ساهمت في تسريع عمليات المراقبة والتخليص الجمركي، باعتماد آليات مثل “الموافقة بدون تلامس” والتخليص الإلكتروني، مما خفّض مدد الانتظار والتكاليف التشغيلية.
وأوضحت المصادر ذاتها أن ضخامة الشحنة وتعقيد عملية التحميل فرضا تعزيز الدوريات والمراقبة عن بُعد لضمان سلامة العمليات، إلى جانب نشر تعليمات السلامة بشكل دوري بين الفرق العاملة، ما يعكس مستوى الجاهزية والتنظيم الذي رافق العملية.
وفي السياق ذاته، أكد وي جيانغن، قبطان السفينة المكلفة بنقل الشحنة، أن “المهمة كانت عاجلة وثقيلة”، مثمنًا الدعم اللوجستي وتسهيلات مراقبة الحدود التي مكنت السفينة من مغادرة الميناء بأمان وفي الموعد المحدد.
وتُعد هذه الشحنة الأولى خطوة أساسية نحو تنفيذ مشروع القطار فائق السرعة القنيطرة–مراكش، الذي يُنتظر أن يُحدث تحولاً نوعيًا في قطاع النقل السككي بالمغرب، عبر تعزيز الربط بين المدن الكبرى ورفع جودة وسرعة خدمات النقل.
ويأتي هذا المشروع ضمن توجه استراتيجي للمملكة نحو تحديث بنيتها التحتية، وتوسيع شبكة الـTGV لتشمل محاور جديدة تسهم في تحسين التنقل، وتحفيز التنمية الاقتصادية، والارتقاء بجاذبية الأقاليم المعنية.

