رصيف24-فاس
شهدت بلدة تيسة بإقليم تاونات، مساء السبت 27 شتنبر 2025، احتجاجات سلمية واجهتها السلطات بتدخل أمني أثار جدلاً واسعاً، بعدما وُصف بـ”العنيف” وتخلله اتهامات بمنع الصحفيين من التغطية والتصوير.
ففي الوقت الذي ظلّت باقي أقاليم جهة فاس مكناس تعيش حالة من الهدوء والاستقرار، تحدّى عشرات المواطنين في تيسة قرار المنع الرسمي وخرجوا للتعبير عن مطالبهم الاجتماعية والتنموية.
وبحسب شهادات متطابقة، عملت السلطات المحلية مدعومة بأعوان سلطة على تفريق المحتجين بـ”أساليب وُصفت بالبلطجة”، وهو ما أثار انتقادات لاذعة على منصات التواصل الاجتماعي.
وأفاد عدد من الإعلاميين أن محاولاتهم لتوثيق الأحداث قوبلت بمضايقات مباشرة، حيث مُنعوا من التصوير ونقل الوقائع، في خطوة اعتبرها مهنيون مساساً بحرية الصحافة وحق المواطنين في المعلومة.
ومتتبعون للشأن المحلي اعتبروا أن اللجوء المفرط للمقاربة الأمنية في تاونات يعكس تراجع دور المؤسسات الرسمية في احتواء الأزمات ومعالجة مطالب الساكنة، في وقتٍ تشهد فيه الأقاليم المجاورة حلولاً مؤسساتية عبر الحوار.
وأكدوا أن هذا النهج قد يزيد من حالة الاحتقان الشعبي بدل تهدئته.
ويأتي هذا التطور في سياق موجة احتجاجات سابقة بالإقليم، أبرزها مسيرة ساكنة بوعروس المطالِبة بتحسين الخدمات الصحية وفك العزلة وتوفير الماء الصالح للشرب.
وتطرح هذه التطورات تساؤلات جدية حول أسباب ما يُسمى بـ”الاستثناء التاوناتي”، وقدرة السلطات الإقليمية على فتح قنوات حوار فعالة بدل الاعتماد على الحلول الأمنية وحدها.