شهدت مدينة الدار البيضاء، مساء السبت الماضي، واقعة مروعة أشبه بفيلم رعب، حيث تعرض قاصر يبلغ من العمر 16 سنة لاحتجاز وتعذيب قاسٍ داخل مرحاض أحد مقاهي “الشيشة” بشارع محمد الخامس، على يد “فيدورات” يعملون بالمكان نفسه.
وفقًا لمصادر “الصباح”، فإن التحقيقات الأولية كشفت عن حجم العنف الذي مورس ضد الضحية، حيث تم تكبيله وضربه بحبل كهربائي في مختلف أنحاء جسده، واحتجازه طوال الليل داخل المرحاض دون طعام. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعرّض أيضًا للترهيب النفسي، إذ أقدم الجناة على سكب مياه باردة على رأسه.
وترجع أسباب الاعتداء إلى شكوك صاحب المقهى حول وجود علاقة عاطفية بين القاصر وابنته، الأمر الذي أثار غضبه ودفعه إلى التخطيط لاستدراجه والانتقام منه، مستعينًا بأربعة من عماله، من بينهم حراس أمن خاص.
اعتقد المعتدون أن العنف الذي مارسه ضد الضحية سيرهبه ويمنعه من التبليغ، إلا أن والدته، بعد فقدان الاتصال به طوال الليل، سارعت إلى البحث عنه، لتكتشف عند عودته آثار التعذيب على جسده.
وبناءً على شكايتها، فتحت الشرطة القضائية بمنطقة أمن أنفا تحقيقًا في الواقعة، حيث تم الاستماع إلى القاصر بحضور والدته، وتمت مداهمة المقهى، مما أسفر عن إغلاقه وحجز كميات كبيرة من قنينات النرجيلة، إضافة إلى إيقاف اثنين من المشتبه بهم.
تم وضع الموقوفين تحت تدابير الحراسة النظرية للتحقيق معهم بإشراف النيابة العامة، بينما تتواصل الجهود الأمنية لتعقب باقي المتورطين، بمن فيهم صاحب المقهى الذي كان العقل المدبر للاعتداء. ومن المنتظر إحالة جميع المتهمين على الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بالنظر إلى خطورة الأفعال المرتكبة، والتي تصنف كجرائم جنائية.
مصدر جرائد إلكترونية
