أظهر تقرير حديث صادر عن مجلس الموثقين العام في إسبانيا أن المغاربة احتلوا المرتبة الثانية بين الجنسيات الأجنبية الأكثر شراءً للعقارات في البلاد خلال النصف الأول من سنة 2025، مباشرة بعد البريطانيين، ومتقدمين على الألمان.
ووفق الإحصاءات، أبرم المشترون الأجانب 71.155 صفقة عقارية بين شهري يناير ويونيو، بزيادة قدرها 2% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، وبمتوسط سعر بلغ 2.417 يورو للمتر المربع، أي أعلى بنسبة 7.6% من الأسعار التي دفعها المشترون الإسبان.
وبلغ عدد الصفقات العقارية للمغاربة خلال الفترة المذكورة 5.654 صفقة، أي ما يمثل 7.9% من إجمالي مبيعات الأجانب، ليأتوا خلف البريطانيين بـ 5.731 صفقة، وأمام الألمان بـ 4.756 صفقة.
وأشار التقرير إلى أن المغاربة يُشكلون أكبر جالية أجنبية مقيمة في إسبانيا، متفوقين على الرومانيين والإيطاليين، ما يفسر جزئياً ارتفاع نسبة اقتنائهم للعقارات مقارنة بجنسيات أخرى.
كما أكد التقرير أن المشترين الأجانب يمثلون 19.3% من إجمالي الصفقات العقارية في النصف الأول من 2025، مقابل 20.3% في 2024 و21.3% في 2023، وهو ما يشير إلى استقرار الطلب الخارجي رغم التقلبات الاقتصادية.
وأبرزت المعطيات أن 60.9% من المشترين الأجانب مقيمون في إسبانيا، حيث ارتفعت مشترياتهم بنسبة 6.4% على أساس سنوي، مقابل تراجع طفيف (-4.1%) في عمليات غير المقيمين.
جاءت منطقة فالنسيا (Comunidad Valenciana) في صدارة المناطق المفضلة لاقتناء العقارات من قبل الأجانب غير المقيمين، بحصة 11.025 صفقة (39.6%)، تلتها الأندلس (6.733 صفقة)، ثم جزر الكناري، كتالونيا، ومورثيا.
أما بالنسبة للمقيمين الأجانب، فقد تصدرت فالنسيا أيضًا القائمة بـ 9.515 صفقة، متبوعة بـ كتالونيا، الأندلس، ومدريد.
بلغ متوسط السعر المدفوع من طرف المشترين الأجانب 2.417 يورو/م²، مقارنة بـ 1.809 يورو/م² لدى الإسبان.
وسجل غير المقيمين متوسطًا قدره 3.126 يورو/م²، في حين بلغ لدى المقيمين 1.912 يورو/م².
وشهدت أعلى الزيادات في الأسعار بكل من مدريد (+17.1%)، لا ريوخا (+16.3%)، وجزر الكناري (+14.1%)، بينما سجلت مناطق مثل إكستريمادورا (-3.5%) وكانتابريا (-2.8%) انخفاضًا.
أما من حيث الجنسيات، فقد دفع المشترون من الولايات المتحدة (3.465 €/م²)، وسويسرا، والسويد أعلى الأسعار، بينما كانت الأسعار الأدنى لدى المغاربة (747 €/م²)، والرومانيين، والإكوادوريين.
تعكس هذه الأرقام استمرار جاذبية السوق العقارية الإسبانية بالنسبة للمستثمرين والمقيمين المغاربة، سواء بغرض الاستقرار أو الاستثمار.
كما تشير إلى أن المغاربة باتوا فاعلاً رئيسيًا في السوق العقارية الأوروبية، مستفيدين من قربهم الجغرافي، وكثافة الجالية المغربية المقيمة بإسبانيا.