شهدت السدود الزراعية في المغرب تحسنًا نسبيًا في نسب ملئها مقارنة بالموسم الماضي، الذي تميز بجفاف استثنائي وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة. ورغم أن التساقطات الأخيرة لم تعوض العجز المائي الكبير، إلا أنها ساهمت في زيادة طفيفة في احتياطي المياه، خاصة في السدود الموجهة للري الزراعي .
ووفقًا للبيانات المسجلة بتاريخ 15 يناير 2025، بلغ إجمالي احتياطات المياه بالسدود حوالي 4750 مليون متر مكعب، بنسبة ملء تُقدر بـ28.2%. ويُظهر هذا الرقم تحسنًا بنحو 5% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، حين بلغت نسبة الملء 23.19%.
وقد تم تخصيص نحو 713 مليون متر مكعب من المياه لدعم مشاريع الري بالمناطق الزراعية الكبرى، مثل اللكوس، الغرب، ملوية، تافيلالت، وورزازات. في المقابل، تظل عمليات الري محدودة في منطقة تادلة بسبب ندرة الموارد المائية.
سد أولوز، الذي يُعد أساسيًا لري منطقة سوس، شهد ارتفاعًا كبيرًا في مستوى ملئه من 15% فقط خلال العام الماضي إلى 53% حاليًا بفضل الأمطار الأخيرة، مما خفف من حدة أزمة المياه في المنطقة. في المقابل، لا يزال سد المسيرة في وضعية حرجة، حيث ارتفع احتياطيه من 0.8% في يناير 2024 إلى 1.92% حاليًا، ما يعادل 51.05 مليون متر مكعب.
سد قدوسة، المخصص لدعم واحات المنطقة، استفاد بشكل ملحوظ من الأمطار الغزيرة التي شهدها شهر شتنبر، ما رفع احتياطه المائي إلى 73 مليون متر مكعب، مسجلًا تحسنًا بارزًا مقارنة بالمواسم السابقة.
أما في شمال المغرب، فقد سجل سد وادي المخازن زيادة كبيرة في مخزونه المائي، حيث ارتفعت نسبة ملئه من 56.12% إلى 69.1%، ما يعادل 464.9 مليون متر مكعب بحلول منتصف يناير 2025. ويعد هذا السد من أهم المنشآت المائية في منطقة اللكوس، التي تستفيد من مناخ أكثر رطوبة مقارنة بالمناطق الوسطى.
تعكس هذه الأرقام تأثيرات تغير المناخ والجفاف المستمر على الموارد المائية في المغرب، مع تباين واضح بين المناطق. ورغم التحسن النسبي في بعض السدود، يظل التحدي قائمًا لضمان إدارة مستدامة للمياه تواكب الاحتياجات المتزايدة.
مصدر جرائد إلكترونية