أثار نور الدين مضيان، البرلماني والقيادي في حزب الاستقلال، جدلاً واسعاً خلال مناقشة مشروع ميزانية الهيئة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة ومحاربتها، بعد تصريحه بأن “رشوة 10 أو 20 درهم ليست رشوة بالمعنى الحقيقي للكلمة”، داعياً إلى التركيز على الصفقات الكبرى التي تستنزف المال العام وتسيء إلى سمعة البلاد.
وقال مضيان، في اجتماع لجنة المالية والتنمية الاقتصادية بمجلس النواب، صباح اليوم الأربعاء:
“يجب التمييز بين أنواع الرشوة، لأن رشوة 10 أو 20 درهم في الطريق ليست هي الخطر الحقيقي، الرشوة الحقيقية هي تلك التي تضرب الصفقات الكبرى والمال العام”.
💬 “الناس اللي في الشمس والبرد.. هادي ماشي رشوة، هادي كرم”
وأضاف القيادي الاستقلالي:
“كم من مرة تُطلب منا رشوة 10 أو 20 درهم في الطرقات، ونتصرف بشكل أخلاقي وإنساني، لأن الناس جالسين في الشمس والشتاء، هذا كرم من المغاربة، أما الرشوة التي تضر فعلاً فهي الكبرى التي تُشوّه صورة المغرب”.
وأكد مضيان أن “محاربة الرشوة الحقيقية تبدأ من مواجهة الإثراء غير المشروع وتضارب المصالح”، داعياً إلى تفعيل مبدأ “من أين لك هذا؟” لتقصي مصادر ثراء بعض المسؤولين.
💰 “من أين لك هذا؟”.. سؤال يجب أن يُفعَّل
وأضاف مضيان قائلاً:
“أنت مسؤول أجرتك محدودة، لكن عندك فيلا وسيارة فاخرة وتقضي عطلتك في إسبانيا، من أين لك هذا؟ في أوروبا، إذا غيرت (الكوستيم) بألف أورو، يسألونك من أين جئت بالمال، والسيارة تُصادر فوراً إن لم تُثبت مصدرها.”
وأكد أن الحد من الإثراء غير المشروع ومراقبة نمط عيش المسؤولين يمثلان الطريق العملي لمحاربة الفساد، مشيراً إلى أن “القوانين وحدها لا تكفي دون إرادة سياسية قوية وتطبيق فعلي”.
🏦 مطالبة بإشراك بنك المغرب في مراقبة الحسابات المشبوهة
كما دعا مضيان إلى إشراك بنك المغرب في تتبع حركة الحسابات البنكية للمسؤولين وأقاربهم، قائلاً:
“هناك من يملك ملياراً في حسابه وهو لا يعمل، وهناك من يفتح حسابات باسم الخادمات لإخفاء الأموال، يجب مراقبة هذه الممارسات.”
وختم مضيان مداخلته بالتأكيد على أن “الإرادة الصادقة قادرة على تشخيص المرض ومحاربته، فالمشكل ليس في القوانين بل في التطبيق والمحاسبة.”

