أبرز التقرير الوطني الجديد، من طرف جمعية “المواطنون”، وتحمّل عنوان “كيف يرى الشباب الالتزام المواطن؟” ”، أن 70% من الشباب المغربي لا يثقون في المنتخبين أو في المؤسسات العمومية. ويُعتبر هذا المؤشر انعكاساً لحالة من الشك الديمقراطي الممنهج، الذي يُهدّد أسس المشاركة السياسية ويؤثر على انخراط الأجيال القادمة في الحياة العامة
الالتزام المواطن؟”، أن 70% من الشباب المغربي لا يثقون في المنتخبين أو في المؤسسات العمومية.
ويُعتبر هذا المؤشر انعكاساً لحالة من الشك الديمقراطي الممنهج، الذي يُهدّد أسس المشاركة السياسية ويؤثر على انخراط الأجيال القادمة في الحياة العامة.
التقرير أوضح أن مظاهر هذا الشك لا تأخذ شكل مواجهة مباشرة، بل تُترجم إلى أنماط عزوف متزايد عن المشاركة أو انسحاب تدريجي من الفضاء العام.
وأرجع الشباب هذا التراجع إلى غياب نتائج ملموسة على أرض الواقع وصعوبة التواصل مع المنتخبين، إضافة إلى شعورهم بأنهم يُعاملون كفئة تحتاج إلى “تحسيس”، بدلاً من إشراكهم كشركاء فعليين في صناعة القرار.
أظهر التقرير أن 68% من الشباب يعبرون عن آرائهم عبر شبكات التواصل الاجتماعي في قضايا سياسية أو اجتماعية، غير أن هذا الحضور الرقمي لا يجد تجاوباً من المؤسسات العمومية، التي وصفها التقرير بأنها “غائبة أو غير نشطة” على المنصات الرقمية الأكثر استعمالاً من قبل الشباب.
وأشار إلى أن الحملات الرسمية نادرة وغالباً ما تتسم بالاتجاه الواحد، ما يعزز شعور الشباب بالتجاهل.
كما بيّن التقرير أن نصف الشباب تقريباً لا يستعملون آليات المشاركة الرسمية المتاحة، مثل توقيع العرائض أو الإدلاء بالرأي عبر المنصات الإلكترونية (chikaya.ma أو بوابات الوزارات).
ويرجع ذلك إلى ضعف التصميم، وتعقيد الواجهات، وغياب التفاعل، ما يجعل هذه المنصات في نظرهم مجرد “واجهات رمزية”.
التقرير حذّر من فجوة رقمية تعمّق التفاوتات الاجتماعية، خصوصاً في المناطق القروية وشبه القروية، حيث يواجه الشباب صعوبات بسبب ضعف التغطية بالإنترنت وغياب التجهيزات والمهارات الرقمية. وأكد أن هذه الفجوة تؤدي إلى تغييب أصوات شبابية كان يمكن أن تُشكل إضافة مهمة للنقاش العمومي.
في المقابل، رصد التقرير حركية متزايدة بين الشباب المغربي في إنتاج محتوى رقمي مواطن، عبر قنوات يوتيوب، بودكاستات أو مدونات، تسلط الضوء على قضايا مجتمعية بمنظور نقدي ومسؤول. ورغم قيمتها، تبقى هذه المبادرات معزولة عن أي دعم مؤسساتي أو مواكبة فعلية.
خلص التقرير إلى أن 67% من الشباب عبّروا عن حاجتهم إلى تكوينات رقمية وولوج أفضل للمعلومة العمومية، بما يتيح لهم تطوير مشاريع رقمية مواطِنة تُسهم في تعزيز ثقافة المشاركة والتأثير الإيجابي داخل المجتمع.
التقرير جاء ثمرة عمل ميداني امتد لسنة كاملة، شمل مختلف جهات المملكة، واستند إلى آراء أكثر من 1100 شابة وشاب من خلفيات متنوعة، عبر مقاهي المواطنة ومجموعات التركيز.