وعلى الرغم من أن المباراة اتسمت بندّية كبيرة وحذر تكتيكي من كلا الطرفين، فإن الفريق المسفيوي لم يدخر جهداً في البحث عن هدف مبكر يؤمن به تأهله، إذ حاول مراراً عبر المرتدات السريعة والكرات الثابتة، دون أن ينجح في هز الشباك خلال الشوط الأول.
في الدقيقة الـ64، أضاف الحكم الكونغولي يانيك مانانا جرعة من الإثارة حين أعلن عن ركلة جزاء مثيرة للجدل لصالح الفريق التونسي، ترجمها الأخير إلى هدف التقدم وسط احتجاجات لاعبي أولمبيك آسفي. لكن أبناء “المدينة العريقة” لم يستسلموا، إذ واصلوا ضغطهم إلى أن تمكنوا من تعديل الكفة في الدقيقة الـ85، ليخطفوا تعادلاً ثميناً بطعم الانتصار.
وبفضل فوزهم ذهاباً بهدفين دون رد على ملعب المسيرة الخضراء بآسفي، ضمن الفريق المغربي تأهله بمجموع (3-1) في مباراتي الذهاب والإياب، ليحجز مكانه بين كبار القارة السمراء في مرحلة المجموعات، محققاً إنجازاً تاريخياً يعكس تطور كرة القدم المغربية ونجاح مشروع الفريق خلال السنوات الأخيرة.
بهذا التأهل، لا يكتفي أولمبيك آسفي بتحقيق إنجاز رياضي فحسب، بل يرسم أيضاً ملحمة جماعية تعبّر عن روح التحدي والعزيمة التي تميز الكرة المغربية، ويمنح جماهيره فرحة عارمة ستظل محفورة في ذاكرة النادي.

