اتخذت السلطات الإسبانية قراراً استراتيجياً يقضي برفع حواجز الأداء عن مجموعة من الطرق السيارة بمختلف مناطق البلاد، في خطوة وُصفت بالمهمة لكونها ستسهم في تخفيف أعباء التنقل على المسافرين والمهنيين على حد سواء.
القرار الجديد الذي دخل حيز التنفيذ يشمل عدداً من المقاطع الحيوية التي ظلت لسنوات طويلة خاضعة لرسوم الاستعمال، ما سيتيح للناقلين الدوليين، وخاصة المهنيين المغاربة الذين يعبرون التراب الإسباني بانتظام في اتجاه باقي دول أوروبا، الاستفادة من مرور مجاني يعزز سلاسة الحركة ويقلل تكاليف الرحلات بشكل ملحوظ.
وتأتي هذه الخطوة في إطار سياسة حكومية تتبناها مدريد، ترمي إلى تحرير شبكة الطرق السيارة تدريجياً من رسوم الأداء، على أن يتم الإلغاء الكلي مستقبلاً في مختلف أنحاء البلاد.
من جانبهم، ثمّن الناقلون المغاربة هذا القرار واعتبروه مكسباً حقيقياً سيساهم في تخفيف الأعباء المالية وتعزيز تنافسيتهم، خصوصاً في ظل ارتفاع تكاليف النقل الدولي. كما رأت جمعيات مهنية أوروبية في الخطوة الإسبانية بادرة إيجابية تعزز التكامل الاقتصادي وتسهّل المبادلات التجارية بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط.
بهذا القرار، تفتح إسبانيا صفحة جديدة في سياسة النقل البري، تُترجم توجهاً أوروبياً أوسع نحو تقليص تكاليف التنقل وتيسير انسيابية حركة البضائع والأشخاص، في أفق تعزيز ربط القارة الأوروبية بجوارها الإفريقي بشكل أكثر فاعلية واستدامة.