يعكس التصويت التاريخي الذي أجراه مجلس الأمن الدولي مساء اليوم الجمعة، على القرار الداعم لمفاوضات تسوية نزاع الصحراء المغربية على أساس مبادرة الحكم الذاتي، تتويجاً لمسار دبلوماسي طويل قاده المغرب برؤية واضحة بقيادة الملك محمد السادس نصره الله، ومقاربة سياسية قائمة على الواقعية والتوافق الدولي.
خلال جلسة التصويت، أشادت مداخلات ممثلي الدول الأعضاء التي دعمت القرار بما وصفوه بـ”التحول الكبير” في مسار الأمم المتحدة نحو الحل السياسي الواقعي. وأكدوا أن المقترح المغربي للحكم الذاتي يمثل الأساس الأكثر جدية ومصداقية لتحقيق تسوية نهائية ودائمة للنزاع، بما يضمن الأمن والاستقرار الإقليمي.
وقال مايك والتز، ممثل الولايات المتحدة الأمريكية، عقب التصويت، إن بلاده “ترحب بهذا القرار التاريخي الذي يدعم الزخم القائم لإحلال سلام طال انتظاره في الصحراء”، مثمناً الجهود التي يبذلها المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا وبعثة المينورسو، ومشدداً على أن “الولايات المتحدة، تحت إدارة الرئيس دونالد ترامب، ملتزمة بتسوية النزاع على أساس المقترح المغربي الواقعي”.
ومن جانبه، أكد المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة، جيروم بونافون، أن “مجلس الأمن فتح اليوم صفحة جديدة بقرار متوازن يعكس روح التعاون الدولي”، مبرزاً أن “فرنسا تعتبر أن حاضر ومستقبل الصحراء داخل السيادة المغربية، وتدعم مبادرة الحكم الذاتي باعتبارها الحل الوحيد العادل والدائم”. ودعا بونافون الأطراف المعنية إلى “الجلوس دون شروط مسبقة لاستكمال المسار السياسي وفق هذا الإطار الأممي الجديد”.
أما السفير البريطاني جيمس كاريوكي، فنوّه بالقيادة الأمريكية في صياغة النص، واعتبر أن “القرار يمثل بداية مرحلة جديدة نحو حل سياسي دائم”، مضيفاً أن “المملكة المتحدة ترى في مبادرة الحكم الذاتي المغربية المقترح الأكثر واقعية وبراغماتية لإنهاء هذا النزاع الذي طال أمده”.
ويؤكد اعتماد هذا القرار الأممي، بأغلبية 11 صوتاً مقابل 3 امتناعات، دخول ملف الصحراء المغربية مرحلة الحسم، وترسيخ قناعة المجتمع الدولي بأن الحل الوحيد الواقعي والعادل يوجد في المقترح المغربي القائم على الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

