قررت الشركة الوطنية لإنجاز وتدبير المنشآت الرياضية (سونارجيس) إغلاق مركب محمد الخامس بالدار البيضاء لمدة تقارب ستة أسابيع، وذلك ابتداءً من 15 أكتوبر الجاري إلى غاية 30 نونبر المقبل، قصد إخضاع أرضيته لأشغال الصيانة الموسمية.
ويأتي هذا القرار في وقت حساس بالنسبة لفريقي الوداد والرجاء الرياضيين، اللذين توصلا بإشعار رسمي عبر العصبة الاحترافية لكرة القدم، بضرورة البحث عن ملاعب بديلة لاستقبال مبارياتهما خلال فترة الأشغال.
صيانة موسمية لتحسين جودة العشب
وفي تصريح لـ هسبورت، أوضح كريم كلايبي، عضو لجنة القيادة والتتبع لمركب محمد الخامس، أن عملية الصيانة تندرج ضمن برنامج سنوي يهدف إلى الحفاظ على جودة أرضية الملعب وفق معايير “الكاف” و”الفيفا”.
وأشار إلى أن الأشغال تشمل استبدال العشب من نوع “برمودا” المستخدم في الأجواء الحارة، بعشب “راي غراس” الملائم للفصل البارد، وهي عملية تستغرق حوالي ستة أسابيع لضمان نمو طبيعي ومتجانس للعشب الجديد.
وأضاف أن التوقيت الحالي مثالي لتنفيذ الأشغال، تزامنًا مع فترة التوقف الدولي وغياب المنافسات الكبرى، استعدادًا للموسم الكروي المقبل وكأس الأمم الإفريقية التي ستحتضنها المملكة في دجنبر المقبل.
ملاعب بديلة وتطمينات للأندية
وأكد كلايبي أن ملعب العربي الزاولي سيظل مفتوحًا أمام قطبي الدار البيضاء لاستضافة مبارياتهما المحلية والقارية مؤقتًا، إلى حين إعادة افتتاح “دونور”.
بدورها، أكدت شركة سونارجيس أن هذه الأشغال تشمل جميع الملاعب الوطنية الكبرى، في إطار التحضيرات الجارية لاحتضان “الكان” بالمغرب، مشيرة إلى أن الإصلاحات المماثلة انطلقت في ملاعب مراكش وفاس، في حين تم تأجيل إغلاق ملعب الزاولي لتأمين مباريات الفرق البيضاوية.
رؤية إنسانية ومطلب جماهيري
ورغم أن القرار أثار بعض ردود الفعل الغاضبة بين الجماهير بسبب تكرار الإغلاقات، إلا أن الجهات المشرفة تؤكد أن الغاية هي تقديم ملاعب تليق بصورة المغرب الرياضية قارياً ودولياً.
يبقى الأمل أن تسهم هذه الصيانة في توفير أرضية مثالية تحمي اللاعبين وتُرضي الجماهير، خصوصًا وأن مركب محمد الخامس يظل رمزًا تاريخيًا لكرة القدم المغربية وفضاءً يحتضن لحظات لا تُنسى من الشغف الرياضي.