في خطوة أثارت موجة من الجدل والاستغراب، قررت عمالة إقليم آسفي إلغاء حفل تحية العلم الوطني، الذي كان مقرراً تنظيمه بمناسبة عيد العرش المجيد، دون إصدار أي توضيح رسمي يبرر هذا القرار المفاجئ.
يُعد هذا الحفل أحد الطقوس الوطنية الرمزية التي تُخلّد المناسبات الكبرى مثل عيد العرش وعيد الاستقلال، ما جعل إلغاءه دون إعلان مسبق أو تفسير مقنع محل تساؤل واسع في الأوساط المحلية والوطنية. وتشير بعض القراءات الأولية إلى احتمال وجود مشاكل في التنسيق بين المصالح الإدارية، أو خلافات داخلية، أو حتى ظروف طارئة حالت دون تنظيم الحفل.
غياب هذا الحدث أثار مخاوف عدد من المراقبين بشأن تراجع مظاهر الاحتفاء بالرموز الوطنية، معتبرين أن حفل تحية العلم ليس مجرد إجراء بروتوكولي، بل رسالة وفاء واعتزاز بالوطن.
كما عبّر البعض عن قلقهم من أن يكون ذلك مؤشراً على ضعف التفاعل المؤسساتي مع المناسبات ذات الطابع السيادي.
وسط هذه الضبابية، تُطرح دعوات متزايدة لمطالبة المسؤولين بالكشف عن أسباب إلغاء الحفل، وذلك احتراماً لحق المواطنين في المعلومة وتعزيزاً للثقة في المؤسسات.
فمثل هذه الخطوات يجب أن تخضع لمعايير الوضوح والتواصل العمومي الشفاف.
في خضم هذه التطورات، يجدد العديد من الفاعلين دعواتهم إلى ضرورة احترام التقاليد الوطنية، وتثبيت رمزية مثل هذه الاحتفالات في الوعي الجماعي، لما تمثله من تلاحم بين المواطن والدولة، خصوصاً في ظرفية وطنية تستوجب مزيداً من التلاحم والاعتزاز بالهوية المغربية.