تشير شهادات ميدانية لعدد من المزارعين بمنطقة سوس ماسة إلى وجود مخاوف حقيقية من حدوث خصاص في بعض أصناف الخضر، خصوصاً الطماطم والفلفل، خلال شهر فبراير المقبل.
ويأتي ذلك في سياق موسمي حساس يتزامن مع حلول شهر رمضان، حيث يرتفع الطلب على هذين المنتوجين بشكل كبير.
ويوضح المزارعون أن الموسم الفلاحي الجاري تأثر بشدة نتيجة موجة الحرارة المرتفعة التي ضربت المنطقة خلال الصيف، والتي أدت إلى تراجع جودة النباتات وضعف الإنتاج. كما ساهمت التغييرات التقنية المتعلقة بمواد المعالجة الزراعية والبدائل البيولوجية المحدودة في زيادة الضغط على الضيعات الفلاحية.
وفي الوقت نفسه، سجّلت الضيعات المنتجة للفلفل الحلو زيادات واضحة في الأسعار عند نقطة الإنتاج، في حين بدأت الطماطم بدورها تعرف ارتفاعاً تدريجياً بسبب تقلص حجم العرض.
ويرى الفلاحون أن الوضع ازداد تعقيداً بعد الفيضانات الأخيرة التي شهدتها منطقة الداخلة، والتي أثرت على جزء من الإنتاج المبكر الذي عادة ما يُستعمل لسد الخصاص الموسمي، خصوصاً الأصناف البديلة للطماطم المستديرة. ومع غياب واردات خارجية، يستمر السوق الوطني في الاعتماد بالكامل على الإنتاج المحلي.
ويؤكد المزارعون أن استمرار هذه الإكراهات قد يُعيد سيناريو رمضان 2023، الذي شهد إجراءات حكومية استثنائية لضمان التزويد المحلي، مشيرين إلى أن تزامن الفترة مع تنظيم كأس الأمم الإفريقية قد يضيف ضغطاً إضافياً على الاستهلاك الداخلي.
ويطالب المنتجون بتعزيز مراقبة الأسعار وتنظيم قنوات التوزيع، تفادياً لأي اضطراب محتمل في السوق وحمايةً للمستهلكين خلال شهر رمضان.

