رصيف-24
يسير المغرب بخطوات متسارعة نحو ترسيخ مكانته في الاقتصاد العالمي للقنب الهندي، مع قرب إطلاق أول دفعة من الأدوية الطبية المصنعة محلياً، في خطوة تاريخية تعزز الابتكار وترسم ملامح صناعة دوائية جديدة داخل المملكة.
فبعد مرور أكثر من عام على الترخيص ببيع بعض منتجات الـCBD (المستخلصة من القنب ذات الخصائص العلاجية) في الصيدليات، يستعد القطاع الصحي بالمغرب لتسويق 15 دواءً جديداً قبل نهاية سنة 2025. ورغم محدودية الطلب الحالي على المنتجات العلاجية، فإن هذه الخطوة تُعد نقلة نوعية في توسيع مجال الصناعة الدوائية الوطنية.
وحتى الآن، اقتصرت السوق المغربية على المكملات الغذائية ومستحضرات التجميل فقط، فيما تم تسجيل 67 منتجاً لدى الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية، منها 26 منتجاً تجميلياً و41 مكملاً غذائياً. ويمثل هذا التسجيل خطوة إلزامية قبل إدراج الأدوية العلاجية في السوق المحلي أو توجيهها للتصدير.
وبموازاة ذلك، كثّفت الوكالة الوطنية لتقنين الأنشطة المتعلقة بالقنب الهندي عمليات المراقبة.
فمنذ نهاية عام 2024، تم إنجاز أكثر من 2202 عملية شملت الزراعة، الاستيراد، التسويق، التصدير والتحويل.
وشهد الموسم الزراعي توسعاً غير مسبوق في المساحات المزروعة، حيث بلغت زراعة صنف “البلدية” التقليدي حوالي 4400 هكتار مقابل 1400 هكتار فقط الموسم الماضي.
وتوزعت هذه الزراعة بين أقاليم تاونات، شفشاون والحسيمة، واستفاد منها 4490 فلاحاً منخرطين في نحو 250 تعاونية. كما تم تخصيص 1340 هكتاراً لزراعة صنف مستورد من البذور تحت إشراف المكتب الوطني للسلامة الصحية، بمشاركة 1650 فلاحاً.
هذه الدينامية تؤكد انتقال المغرب تدريجياً من اقتصاد غير مهيكل قائم على القنب الهندي إلى قطاع قانوني يوفر دخلاً مشروعاً للمزارعين، ويعزز موقع البلاد في سوق دوائية وتجميلية واعدة.
ومع تزايد الطلب العالمي على منتجات القنب للاستخدامات الطبية، يمتلك المغرب فرصة ذهبية للعب دور إقليمي رائد

