أظهرت دراسة ميدانية حديثة صادرة عن المركز المغربي للشباب والتحولات الديمقراطية أن البطالة تظل السبب الأول الذي يدفع الشباب المغاربة للتفكير في الهجرة إلى الخارج، إذ عبّر نحو 90.4 في المائة من المشاركين عن أن غياب فرص الشغل يشكل العامل الحاسم وراء رغبتهم في مغادرة البلاد.
وأشارت الدراسة إلى أن التشغيل يمثل المجال الأكثر إلحاحاً للتدخل في نظر الشباب، ما يعكس حجم القلق الاجتماعي والنفسي الذي تولده البطالة في صفوف هذه الفئة، خاصة بين الحاصلين على شهادات جامعية دون أفق مهني واضح.
ولم تتوقف دوافع الهجرة عند حدود البحث عن فرص العمل، إذ أوضحت النتائج أن ضعف الخدمات الصحية والاجتماعية يأتي في المرتبة الثانية، وهو ما يبرز أن قرار الهجرة لا يرتبط فقط بعامل اقتصادي، بل أيضاً بتقييم عام للسياسات العمومية وجودة العيش داخل الوطن.
ويؤكد التقرير أن معالجة ظاهرة “هجرة الأدمغة” تتطلب رؤية شمولية تأخذ بعين الاعتبار تحسين ظروف المعيشة، وتوفير بيئة آمنة ومحفزة للشباب من أجل الإبداع والمشاركة في التنمية بدل البحث عن مستقبلهم خارج الحدود.