في خطوة مفاجئة أثارت جدلاً واسعاً، أعلنت هيئة البريد الأمريكية في فبراير 2025 تعليقاً مؤقتاً لاستلام الطرود القادمة من الصين وهونغ كونغ، ما أثّر بشكل مباشر على شركات التجارة الإلكترونية الصينية الكبرى مثل “شي إن” و”تيمو” .
جاء هذا التعليق عقب قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على الواردات الصينية، وإلغاء الإعفاء الجمركي الذي كان يسمح بدخول الطرود التي تقل قيمتها عن 800 دولار دون دفع رسوم . هذا الإعفاء كان يُستغل بشكل كبير من قبل منصات التجارة الإلكترونية الصينية لإرسال شحنات منخفضة القيمة إلى الولايات المتحدة، مما أثار مخاوف بشأن الامتثال الجمركي وتدفق المواد المحظورة.
أدى هذا التعليق إلى اضطرابات في الأسواق الآسيوية، حيث انخفضت أسهم شركات التجزئة الصينية التي تعتمد على التجارة الإلكترونية. كما عبّر رجال أعمال في هونغ كونغ عن قلقهم من تأثيره على عمليات الشحن الدولية .
بعد ساعات من الإعلان، تراجعت هيئة البريد الأمريكية عن قرارها، معلنة أنها ستستأنف استلام الطرود من الصين وهونغ كونغ. وأوضحت أن هذا التراجع جاء بعد تنسيق مع الجمارك الأمريكية لضمان تنفيذ آلية فعالة لتحصيل التعريفات الجديدة دون تعطيل تسليم الطرود .
على الرغم من استئناف استلام الطرود، إلا أن القرار سلط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجهها الشركات الصينية في ظل التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. كما دفع هذا التطور شركات مثل “شي إن” و”تيمو” إلى إعادة تقييم استراتيجياتها، بما في ذلك تقليل الاعتماد على الصين وتوسيع مصادر التوريد وبناء مستودعات داخل الولايات المتحدة .
هذا الحدث يعكس تعقيدات العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، ويبرز الحاجة إلى حلول دبلوماسية وتجارية توازن بين حماية الأسواق المحلية وتشجيع التجارة العالمية.