عاد الجدل من جديد حول طريقة التعامل مع العلم الوطني المغربي خلال بعض الحفلات الفنية، حيث تحوّل هذا الرمز السيادي إلى محور نقاش شعبي واسع، بعد تداول مشاهد من مهرجان “موازين” 2025 تُظهر تفاعلًا متباينًا من فنانين مغاربة وأجانب مع العلم المغربي.
وأثار مقطع مصور تضمن لحظة تلويح فنانة بالعلم المغربي خلال حفلتها بمهرجان موازين ردود فعل متباينة، حيث رأى البعض فيها محاولة للتقرب من الجمهور المغربي، فيما اعتبر آخرون أن الطريقة التي يتم بها تقديم العلم فوق المسارح تفتقر أحيانًا للوقار المطلوب، خاصة عندما يتم لفّه على الأكتاف أو يُرمى لاحقًا أرضًا دون قصد.
وفي المقابل، خلّف موقف الفنانة لبنانية ، التي رفضت حمل العلم المغربي خلال حفلتها على منصة السويسي، استياءً في أوساط عدد من المتابعين المغاربة الذين اعتبروا ذلك تصرفًا غير لائق من ضيفة حلّت بالمغرب في إطار مهرجان فني شهير، يرعاه الشعب المغربي بأمواله واهتمامه.
بينما اعتبر آخرون أن الفنانة غير مُلزَمة بمشاركة المنظمين تصوراتهم الرمزية أو تفاعلها مع رموز بلد مضيف، وأن حمل العلم يجب أن يكون نابعًا من قناعة وليس من ضغط جماهيري.
ويعكس هذا الجدل نقاشًا أعمق حول الرمزية الوطنية في الفضاءات العامة، وخاصة في الحفلات التي تمزج بين الترفيه والانتماء الوطني. فالعلم المغربي ليس مجرد قطعة قماش تُرفع في المناسبات، بل رمز سيادي يحظى بمكانة دستورية ويُفترض التعامل معه وفق ما تمليه القوانين وأخلاقيات الاحترام الرمزي.
وفي هذا الإطار، سبق أن عبّر ناشطون عن رفضهم لما وصفوه بـ”بدعة” وضع العلم الوطني على أكتاف الفنانين، معتبرين ذلك خروجًا عن السياق البروتوكولي الذي يُكرّم العلم في مناسبات رسمية أو وطنية وليس في سهرات فنية.
ويأتي هذا الجدل في سياق سابق مشابه عرفه المغرب، حين أُغلق ملهى ليلي بمراكش بسبب استعمال النشيد الوطني في دعاية ترويجية، وهو ما خلّف موجة استنكار كبيرة داخل الرأي العام.
وبين مؤيد يرى في التفاعل مع العلم المغربي خلال الحفلات نوعًا من التعبير عن المحبة، ورافض يعتبره إساءة متكررة، تبقى الحاجة قائمة لإطار واضح يُنظم التعامل مع الرموز الوطنية في الفضاءات العامة، خاصة تلك التي تُنقل عبر وسائل الإعلام وتُخاطب جمهورًا واسعًا