يُصادف اليوم مرور عشرين سنة على وفاة العالم الجليل والفقيه المربي سيدي محمد بن عمر المذغري، أحد أعلام جامعة القرويين بفاس، الذي ترك بصمات لا تُنسى في نفوس طلبته وزملائه وكل من عرفه أو نهل من علمه.
الراحل لم يكن مجرد أستاذ في مؤسسة عريقة، بل كان قدوة في السلوك، ورمزاً في التواضع، وصوتاً للحكمة في زمن تزداد فيه الحاجة للاتزان في القول والفعل.
عُرف الفقيه المذغري بـ ثباته في الحق، وغزارته العلمية، وحسن معشره. وقد ظل حريصاً طيلة مساره على نقل العلم بنَفَسٍ تربوي يجمع بين الصرامة واللين، وبين الحفاظ على الموروث والانفتاح المتبصر.
ترك الفقيد خلفه تراثاً علمياً وتكوينياً غنياً، يستحضره اليوم تلامذته الذين أصبحوا بدورهم علماء وخطباء وأساتذة في جامعات المملكة وخارجها.
إن استحضار ذكرى الفقيه المذغري اليوم هو دعوة للتفكر في قيمة الوفاء لرجال العلم والدعوة، الذين أعطوا بلا صخب، وتركوا خلفهم أثرًا عميقًا في التربية والنهج الوسطي.
رحيل الفقيه لم يكن نهاية لمسار، بل بداية لرسالة مستمرة يحملها تلامذته وكل من تأثروا بعلمه وأخلاقه.