أصدرت المحكمة الجنائية في باريس حكما بالسجن ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ على مهاجر مغربي يبلغ من العمر 47 عامًا، بعد إدانته بانتهاك حرمة نصب تذكاري أقيم تكريما لجنود الجيش الفرنسي الذين سقطوا في الحروب.
القضية أثارت جدلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، بعدما وثّق مقطع فيديو الرجل وهو يشعل سيجارته من الشعلة الأبدية فوق قبر الجندي المجهول أسفل قوس النصر في العاصمة الفرنسية، مساء الاثنين الماضي. وانتشرت اللقطات بسرعة، لتتحول إلى موجة غضب ودعوات للمحاسبة.
وأثناء جلسة المحاكمة، أبدى المتهم ندمًا شديدًا، إذ انفجر بالبكاء في قفص الاتهام قائلا: “أشعر بأسف عميق على ما فعلت، وأعتذر لجميع الفرنسيين”، واصفا تصرفه بـ”غباء القرن”. وأوضح أنه أقدم على الفعل تحت تأثير الكحول والمخدرات، وهو ما أكدته الفحوص النفسية التي أشارت أيضا إلى معاناته من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط.
ويعيش الرجل في نورماندي، ويبيت في مكان عمله بباريس خلال أيام الأسبوع، ويحمل إقامة قانونية في فرنسا. ورغم الحكم، تواصل الجدل، حيث رأى البعض أنه يجب ترحيله، فيما اعتبر آخرون العقوبة كافية باعتبار أن فعلته لم تتسبب في أذى جسدي لأي شخص.
من جانبها، وصفت محطة CNews الحكم بأنه “رمزي”، بينما رأت إحدى المعلقات عبر القناة أنه يمثل إثباتا لاحترام القانون في فرنسا. أما بعض المغردين فاعتبروا القضية مجرد وسيلة لصرف الأنظار عن الأزمات المعيشية، حيث كتب أحدهم بسخرية: “أسهل من إعادة القدرة الشرائية للفرنسيين، إنها الشعبوية الماكرونية”.