أكد كريم زيدان، المكلف بالاستثمار والإلتقائية وتقييم السياسات العمومية، أن مدينة السعيدية المغربية تتمتع بجمال طبيعي يتفوق على مدن كبرى مثل إسطنبول وبرشلونة، لكن ضعف التسويق يحول دون بروزها على الخارطة السياحية العالمية.
وفي كلمة ألقاها خلال لقاء جهوي نظمته الشبيبة التجمعية بجهة الشرق، قال زيدان: “أقولها بصراحة، السعيدية لا تحتاج إلى صناعة كي تكون متميزة، طبيعتها وحدها كافية، لكن هل نرى إعلانات عنها مثلما نرى لإسطنبول وبرشلونة؟ كيف سيعرفها الناس؟”.
وأضاف أن المدينة بُنيت، والبنية التحتية متوفرة، لكن “الإشكال الحقيقي هو التسويق”، مشيراً إلى أن بعض الزوار يصطدمون بـ”أثمان مرتفعة وخدمات ضعيفة”، معتبراً أن المسؤولية مشتركة بين الدولة والجهات والمجتمع المدني والمستثمرين، داعياً إلى تعبئة جماعية لتثمين المؤهلات الطبيعية والاقتصادية والبشرية للمنطقة.
من جانب آخر، شدد زيدان على أن الحكومة تعتمد سياسة واضحة في الدعم المرتبط بخلق الثروة وليس التحويلات الظرفية، مشيراً إلى تخصيص 56 مليار درهم لجهة الشرق في إطار برنامج وطني لخلق 500 ألف منصب شغل بحلول سنة 2026، مما يجعلها من أكثر الجهات استفادة من الاستثمارات العمومية.
وأكد الوزير أن جهة الشرق مرشحة لتصبح قطباً اقتصادياً إقليمياً بفضل المشاريع الكبرى، مثل ميناء الناظور غرب المتوسط ومشاريع في قطاعات النسيج والصناعات الغذائية والخدمات اللوجستيكية، داعياً الجالية المغربية والفاعلين المحليين إلى الانخراط في هذا التحول.
وأوضح أن الملك محمد السادس نصره الله هو “المهندس الأول” للدينامية التنموية التي شهدتها مدن مثل طنجة، مشيدًا بـ”الهندسة الملكية المحكمة” التي استقطبت استثمارات كبرى كمصنع “رونو”، مبرزًا أن الاستثمار لا يقتصر على استقطاب الشركات، بل يشمل تأهيل الموارد البشرية وضمان العيش الكريم للعمال.
وكشف زيدان عن توجه ملكي واضح لتنمية الجهة الشرقية بإحداث ميناء جديد بالناظور، مؤكداً أن هذه الجهة ليست أقل شأنًا من غيرها، بل تستحق أن تكون من الجهات الرائدة في المملكة.
وفي رده على انتقادات بشأن بطء معالجة الملفات الإدارية، نفى الوزير ذلك مشيراً إلى أن رئيس الحكومة يتابع الأمور يومياً ويعمل بشكل ميداني، داعياً إلى الثقة في الدولة كمقدمة لأي مشروع جاد.
وعن السياسات الاجتماعية، شدد على أهمية تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص، رافضاً إقامة مصانع “تشغّل الرجال وتقصي النساء”، ومؤكداً على ضرورة احترام البيئة والموارد وضمان التوازن الاجتماعي والاقتصادي.
واختتم كلمته بالتأكيد على أن المغرب “بخير وسيمضي إلى الأمام”، كاشفاً عن مشروع إنشاء “ستيشن دي سالمون” بالناظور سنة 2026، في إطار تدارك النقص في البنيات الصحية والتعليمية والبشرية.