تشهد أسواق الدواجن في المغرب موجة ارتفاع جديدة في الأسعار، أعادت القلق إلى المستهلكين الذين اعتادوا اعتبار الدجاج الخيار الأرخص على موائدهم مقارنة باللحوم الحمراء والأسماك.
فبعدما انخفض سعر الكيلوغرام من الدجاج إلى حدود 17 درهما قبل أسابيع، قفز مجددا ليتجاوز 22 درهما، في ظل تفسيرات المهنيين التي تربط الزيادة بموجة الحرارة المفرطة، وتزايد الطلب خلال موسم الأعراس والمناسبات، فضلا عن الاستهلاك الكبير في المطاعم، وهو ما يرفع الضغط على المنتجين وينعكس مباشرة على الأسعار.
خلال جولة في أحد أسواق المدينة القديمة بالدار البيضاء، رصدت “الصباح” أسعار الدجاج الرومي عند 21 درهما للكيلوغرام، والدجاج البلدي عند 55 درهما، بينما بلغ سعر “البيبي” 23 درهما. هذه الأرقام دفعت العديد من الأسر إلى تقليص مشترياتها، إذ أصبح بعض الزبائن يكتفون بقطع صغيرة بدل شراء دجاجة كاملة، أو يقتصرون على كمية لا تتجاوز قيمتها عشرة دراهم.
المواطن خالد، الذي يشتغل تقنيا في شركة نسيج، عبّر عن استيائه قائلا: “الأطعمة الأساسية التي كانت في متناول المواطن البسيط أصبحت بعيدة عن متناوله، حتى الدجاج الذي كان البديل الأرخص، أصبح اليوم غالي الثمن، فما بالك باللحوم الحمراء أو الأسماك”.
أما عبد الإله، وهو تاجر، فيرى أن السعر العادل يجب أن يتراوح بين 13 و15 درهما للكيلوغرام، مؤكدا أن أي زيادة فوق ذلك تمثل عبئا كبيرا على الأسر.
من جهتهم، يشير مهنيو القطاع إلى أن جزءا كبيرا من المشكلة يعود لأسعار الكتاكيت، التي تباع بـ6 دراهم رغم أن السعر العادل لا يتجاوز 4 دراهم. كما أن بعض المربين يضطرون أحيانا لشرائها بـ11 درهما وبيع الدجاج بالسعر نفسه بعد التسمين، ما يعني تكبد خسائر. ويؤكدون أن غياب الهيكلة والرقابة يفتح الباب أمام المضاربة، ويجعل المربين عاجزين عن التحكم في الأسعار.
مع استمرار الجدل بين المستهلكين والمهنيين، يبقى واقع السوق رهينة تداخل العوامل المناخية، وفوضى سلاسل الإنتاج، وارتفاع الطلب، في حين يظل المواطن الطرف الأكثر تضررا من موجة الغلاء التي لم تستثن حتى “البديل الأرخص” على موائد المغاربة.
مصدر الصباح