فاس – رصيف24
اهتز الرأي العام المغربي خلال الساعات القليلة الماضية على وقع جريمتين بشعتين، راح ضحيتهما ثلاثة أطفال صغار وزوج، في فصول دامية تعكس الوجه المأساوي للعنف الأسري. وقعت الحادثتان على التوالي بمنطقة عين تاوجطات بإقليم الحاجب، ومركز جماعة البهاليل بإقليم صفرو، بعد يومين فقط من انتحار ستيني في تازة عقب اعتدائه على زوجته وزوجة ابنه في ظروف غامضة.
في دوار بوفنان بجماعة آيت ولال، أقدمت أم أربعينية على قتل أطفالها الثلاثة بواسطة أداة حادة، في غياب زوجها المياوم. الضحايا هم توأم يبلغ من العمر سنة واحدة، وطفل ثالث عمره أربع سنوات توفي الأحد الماضي بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، بعد ساعات من نقله في حالة حرجة.
وقد جرى تشريح جثامين الضحايا بأمر من النيابة العامة، فيما اعتقلت الأم في وقت قياسي وأحيلت رفقة زوجها على قاضي التحقيق بمكناس، الذي أودعها السجن المحلي تولال 2 ومنح زوجها السراح المؤقت، على خلفية اتهامه بتعنيفها قبل ارتكاب الجريمة. وتشير المعطيات الأولية إلى احتمال ارتباط الحادث بضغوط نفسية واجتماعية كانت تعاني منها.
في مركز البهاليل بصفرو، عثرت عناصر الدرك الملكي صباح الاثنين على جثة رجل في الـ48 من عمره مذبوحًا من عنقه داخل غرفة بمنزله. وقد تم توقيف زوجته، التي تصغره بست سنوات، للاشتباه في علاقتها بالجريمة، خصوصًا بعد العثور عليها في شبه غيبوبة جراء تناول مادة منومة.
الزوجان، اللذان عادا مؤخرًا من الهجرة واستقرا بالمنطقة، كانا يحظيان بسمعة طيبة بين الجيران، ما جعل الحادثة تصدم الساكنة. ولا يزال التحقيق مفتوحًا لكشف خلفيات ودوافع الجريمة.
تأتي هذه الجرائم بعد حادثة مروعة مساء الجمعة بدوار في جماعة بوشفاعة بإقليم تازة، حيث أقدم رجل ستيني على الاعتداء على زوجته وزوجة ابنه بأداة حادة، قبل أن يضع حدًا لحياته شنقًا. وترقد زوجة الأب في حالة حرجة تحت العناية المركزة، بينما كانت زوجة الابن في غيبوبة لحظة نقلها إلى المستشفى.
تسلط هذه الجرائم المأساوية الضوء على تصاعد العنف الأسري وآثاره المدمرة، لتطرح من جديد أسئلة ملحّة حول سبل الوقاية والتدخل المبكر لحماية الأرواح البريئة وإنقاذ الأسر من الانهيار.
مصدر: الصباح