رصيف24 – الرباط
مع اقتراب الدخول المدرسي الجديد، يجد العديد من الأسر المغربية نفسها أمام تحديات مالية متزايدة، خصوصاً الطبقة المتوسطة التي تكافح لتغطية تكاليف الكتب واللوازم ورسوم التسجيل. هذه الضغوط دفعت العديد من العائلات إلى البحث عن حلول تمويلية، أبرزها اللجوء إلى القروض الاستهلاكية لتلبية الحاجيات الأساسية لأبنائها.
و يرى خبراء الاقتصاد أن القدرة الشرائية للأسر المغربية، خاصة المتوسطة منها، تتعرض لتآكل متواصل بفعل ارتفاع أسعار التعليم والسكن والخدمات الأساسية.
الباحث رشيد ساري أكد أن التضامن العائلي الذي كان يخفف العبء المالي تراجع بشكل ملحوظ، ما جعل الأسر تتحمل مصاريف ثقيلة بشكل منفرد.
وأظهرت بيانات المندوبية السامية للتخطيط أن نصف مداخيل الأسر المتوسطة تُستنزف في أداء الأقساط البنكية، بينما لا تتجاوز نسبة الأسر القادرة على الادخار 2,1%.
في المقابل، تعجز 90,2% من الأسر عن تكوين مدخرات، مما يدفعها نحو الاقتراض أو الاستدانة من الأقارب لتغطية حاجياتها الأساسية.
من جانبه، أوضح الباحث الاقتصادي محمد جدري أن نهاية العطلة الصيفية وبداية الموسم الدراسي يمثلان فترة ضغط مضاعف على الأسر بسبب تكاليف الملابس واللوازم الجديدة.
وأضاف أن السلوك الاستهلاكي للأسر المغربية تغيّر بشكل ملحوظ، حيث أصبحت تسعى لتلبية حاجيات تفوق إمكانياتها الفعلية، وهو ما يفاقم اعتمادها على القروض.
في ظل هذه التحديات، تتزايد الدعوات لإيجاد حلول مستدامة تخفف العبء عن الأسر، سواء عبر دعم حكومي موجه للتعليم أو آليات لتقنين أسعار الكتب واللوازم، بما يضمن تكافؤ الفرص لجميع التلاميذ ويخفف من أعباء الطبقة المتوسطة.