في السادس من نونبر 1975، خطّ المغرب واحدة من أعظم صفحات تاريخه الحديث بإطلاق المسيرة الخضراء المظفرة، التي أعادت الصحراء إلى حضن الوطن الأم.
وبعد خمسين سنة من هذا الحدث الخالد، يأتي القرار الأممي رقم 2797 ليؤكد أن روح المسيرة لا تزال حيّة، وأن المغرب انتقل من النضال من أجل استرجاع الأرض إلى مرحلة ترسيخ السيادة وتثبيت مغربية الصحراء في الوجدان الدولي.
ففي هذا القرار، لم يعد دعم المنتظم الدولي مجرد تعاطف سياسي، بل تحول إلى اعتراف مؤسسي بمركزية المغرب في حفظ الأمن الإقليمي والاستقرار الإفريقي، وبدوره كقوة إقليمية صاعدة بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
👑 رؤية ملكية متواصلة من عهد الحسن الثاني إلى عهد محمد السادس
تجسد المسيرة الخضراء رؤية الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه في تحرير الأرض بالوسائل السلمية، فيما يواصل الملك محمد السادس نصره الله المسيرة ذاتها في بعدها التنموي والدبلوماسي.
فقد تحولت الصحراء المغربية، في عهد جلالته، إلى نموذج تنموي إفريقي يحتضن مشاريع استراتيجية كبرى مثل ميناء الداخلة الأطلسي وشبكة الطرق الإفريقية، التي جعلت من الأقاليم الجنوبية مركز إشعاع اقتصادي قارّي.
ويعكس القرار الأممي الأخير تتويجًا لهذه الرؤية، حيث انتقل المغرب من مرحلة “التثبيت” إلى مرحلة “التمكين”، أي من الدفاع عن السيادة إلى ترسيخها ضمن المنظومة الأممية كأمر واقع ونهائي.
🌍 القرار 2797… اعتراف دولي بمغربية الصحراء
نصّ القرار الأممي 2797 على اعتماد مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد واقعي وعملي لقضية الصحراء، وهو ما يمثل اعترافًا صريحًا بمجهودات المغرب ودبلوماسيته الرصينة.
كما أن تصويت مجلس الأمن بأغلبية مريحة دون اعتراض يُعد تحولًا جذريًا في موقف المنتظم الدولي، الذي بات يرى في المغرب الضامن الأساسي للاستقرار الإقليمي، وركيزة التوازن في شمال إفريقيا والساحل.
🕯️ ذكرى المسيرة الخضراء الخمسين… رمزية الانتصار وتجديد العهد
تأتي الذكرى الخمسون للمسيرة الخضراء هذه السنة محمّلة بدلالات سياسية وروحية عميقة، إذ تتزامن مع القرار الأممي التاريخي ومع إعلان 31 أكتوبر عيدًا للوحدة الوطنية بقرار من جلالة الملك محمد السادس نصره الله.
بهذا الربط الزمني، يصبح القرار الأممي امتدادًا طبيعيًا للمسيرة، ويشكل تتويجًا لمسار نصف قرن من النضال المتواصل من أجل الوحدة الترابية، من مسيرة على الأرض إلى مسيرة في المحافل الدولية.
⬅️مغرب الغد… من الدفاع إلى الريادة
خلال المرحلة المقبلة، يُنتظر أن يتحول القرار 2797 إلى مرجع دولي دائم لدعم الموقف المغربي داخل الأمم المتحدة، وأن تزداد الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء.
وبينما كانت المسيرة الخضراء رمزًا للتحرير، فإن القرار الأممي أصبح رمزًا للتمكين والسيادة، لتبدأ مرحلة جديدة عنوانها “المغرب يقود، لا يدافع”.

