كما سجلت المعطيات ذاتها أن حجم صادرات المغرب من المنتجات الفلاحية الطازجة إلى السوق الإسبانية بلغ أكثر من 377 ألف طن بين يناير ويونيو، مما يعكس استمرار النمو القوي الذي يطبع المبادلات التجارية بين البلدين في هذا القطاع الحيوي.
وخلال السنوات الخمس الأخيرة، ارتفعت قيمة الواردات الإسبانية من الخضر والفواكه المغربية بنسبة 58 في المائة، إذ لم تكن تتجاوز 571,4 ملايين يورو سنة 2021، بينما زادت الكميات المستوردة بنسبة 8 في المائة خلال الفترة نفسها، لتنتقل من 348 ألف طن سنة 2021 إلى 377 ألف طن سنة 2025.
وحسب “فيبيكس”، فإن المغرب يعد اليوم المورد الأول من حيث القيمة للسوق الإسبانية في قطاع الخضر والفواكه، بينما يحتل المرتبة الثانية من حيث الحجم بعد فرنسا التي استوردت منها إسبانيا أكثر من 589 ألف طن بقيمة 254 مليون يورو.
غير أن هذا التطور الملموس في الصادرات المغربية لا يخلو من جدل في الأوساط الفلاحية الإسبانية؛ إذ عبرت بعض التنظيمات عن امتعاضها مما تعتبره “منافسة غير متكافئة”، وصلت في بعض الحالات إلى إتلاف شاحنات مغربية محملة بالخضر والفواكه، في محاولة للضغط على الحكومة الإسبانية والأوروبية لإعادة النظر في الاتفاقيات التجارية.
في المقابل، يؤكد فلاحون مغاربة أن جودة منتجاتهم والطلب المتزايد عليها داخل السوق الإسبانية هما السبب الحقيقي وراء هذا التوسع المستمر، معتبرين أن النجاح المغربي في هذا القطاع يعكس كفاءة المزارع الوطنية وقدرتها على المنافسة إقليمياً ودولياً، رغم التحديات
والضغوط.