رصيف24-اقتصاد
شهد قطاع التوت الأزرق المغربي خلال الموسم الفلاحي الحالي نموًا لافتًا، سواء على مستوى الإنتاج أو الصادرات، ما جعل المملكة تواصل ترسيخ موقعها كأحد أهم منتجي هذه الفاكهة على الصعيد العالمي.
ووفقًا لمعطيات نشرها موقع Blueberries Consulting المتخصص، ارتفعت المساحات المزروعة بالتوت الأزرق من حوالي 6.500 هكتار في الموسم الماضي إلى ما بين 7.500 و8.000 هكتار خلال الموسم الحالي، مما يعكس دينامية متسارعة في تطوير هذا القطاع الحيوي.
🔹 شحنات مبكرة وجودة عالية
انطلق الموسم المغربي بإرسال الشحنات الأولى المبكرة من الداخلة وأكادير نحو الأسواق الدولية، حيث تمتاز هذه المناطق بإنتاج أصناف مبكرة ذات جودة عالية ومردودية قوية.
ويتوقع أن يبدأ الموسم الرئيسي للإنتاج أواخر نوفمبر أو مطلع دجنبر المقبل، ما لم تسجل البلاد ظروفًا مناخية استثنائية قد تؤثر على وتيرة الجني والتوزيع.
🔹 أصناف جديدة تلبي الطلب العالمي
يشهد الإنتاج المغربي تحولًا تدريجيًا نحو زراعة أصناف أكبر حجمًا وأكثر قابلية للتخزين مثل أصناف “جامبو” و”سوبر جامبو”، وهي فئات تلبي الطلب المتزايد في الأسواق العالمية، خصوصًا في أوروبا وأمريكا الشمالية، وتتيح فرصًا أكبر للتصدير لمسافات طويلة بفضل مقاومتها العالية.
🔹 ارتفاع الصادرات بنسبة 28%
بحسب التقرير ذاته، صدّر المغرب خلال الموسم الماضي نحو 86.606 أطنان من التوت الأزرق، مقابل 67.662 طنًا في موسم 2023/2024، أي بزيادة بلغت 28%.
ويتوقع الخبراء استمرار هذا الاتجاه التصاعدي خلال موسم 2025، بفضل تحسين جودة الإنتاج وتوسيع المساحات المزروعة.
🔹 تنويع الأسواق وتعزيز اللوجستيك
رغم ارتفاع الإنتاج، لا يُنتظر أن يؤدي التوسع إلى تشبع السوق الأوروبية، بل يتجه المغرب إلى تنويع وجهات التصدير نحو أسواق جديدة، تشمل الولايات المتحدة، كندا، الشرق الأوسط، روسيا، والصين، التي ستستقبل هذا الموسم أولى الشحنات المغربية من التوت الأزرق.
ويعمل الفاعلون في القطاع على تطوير سلاسل التبريد والنقل لضمان وصول المنتوج إلى وجهاته بجودة عالية، مما يعزز القدرة التنافسية للمغرب ويضمن استدامة نمو هذا القطاع الفلاحي الواعد.
🔹 رافعة اقتصادية للفلاحة المغربية
يعتبر قطاع التوت الأزرق اليوم رافعة أساسية للاقتصاد الفلاحي المغربي، بفضل قدرته على خلق فرص شغل موسمية وتثمين الإنتاج المحلي، إلى جانب جلب العملة الصعبة من الصادرات.
ويؤكد المهنيون أن المغرب يسير بثبات نحو التموقع ضمن الثلاثة الأوائل عالميًا في إنتاج الفواكه الحمراء خلال السنوات المقبلة.