انطلقت حملة جني وتصدير الأفوكادو من صنف “هاس” بالمغرب هذا الموسم في ظروف تُوصف بأنها الأصعب منذ سنوات، بعدما شهدت الأسواق الأوروبية حالة تشبع قياسية جعلت الأسعار تتراجع بشكل حاد، وأثرت مباشرة على قدرة المصدرين المغاربة على تحقيق هامش ربح مقبول.
فيض من العرض اللاتيني يخنق السوق الأوروبية
وفق المعطيات الدولية، تعيش أوروبا على وقع إغراق غير مسبوق بكميات هائلة من الأفوكادو القادمة من أمريكا اللاتينية:
- البيرو مددت موسم تصديرها بـ 3 أسابيع إضافية.
- الشيلي ضخت كميات قياسية مقارنة بالعام الماضي.
هذا الفائض أدى إلى تراجع الأسعار بأكثر من 20% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، وهو ما جعل الوضع معقدًا بالنسبة للمُصدّرين المغاربة الذين يعانون أصلًا من ارتفاع تكاليف النقل والتخزين.
الأضرار تطال الأصناف الخضراء أيضًا
انتكاسة السوق لم تمس صنف “هاس” فقط، بل شملت أيضًا الأصناف ذات القشرة الخضراء، التي سجّلت موسمًا صعبًا ووُصفت حملتها التصديرية بأنها “كارثية” بفعل كثرة العرض وضعف الاستهلاك.
السوق المحلية.. المتنفس الوحيد للإنتاج الوطني
في ظل ضيق الأفق الدولي، تحوّل السوق المغربي إلى طوق نجاة، إذ جرى توجيه جزء مهم من الإنتاج نحو الاستهلاك الداخلي، ما ساهم في الحفاظ على استقرار نسبي للأسعار داخل المملكة، خصوصًا بعد الخسائر التي تكبدها بعض المنتجين بفعل موجات الحر خلال الصيف الماضي.
آمال معلقة على يناير.. حين تنسحب أمريكا اللاتينية تدريجيًا
رغم الصورة القاتمة، يتوقع مهنيون أن يبدأ الوضع في التحسّن ابتداءً من بداية يناير 2026، وهي الفترة التي تتراجع فيها الكميات القادمة من البيرو والشيلي، ما قد يمنح المغرب فرصة لاستعادة توازنه والاستفادة من ميزة القرب الجغرافي من أوروبا.
اختبار صمود للمنتجين والمصدرين المغاربة
ويرى فاعلون في القطاع أن ما يجري اليوم يشكل اختبار صمود حقيقي للقطاع الوطني، وسط تقلبات عالمية شديدة الحساسية، بينما يبقى الأمل في أن يتحسن الطلب الأوروبي مع بداية السنة الجديدة

