شهدت الجلسة الشهرية المخصصة لمساءلة رئيس الحكومة بمجلس المستشارين، اليوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025، مشهداً أثار استغراب المتابعين، بعد أن ظهرت المستشارة البرلمانية شيماء الزمزامي، عن حزب التجمع الوطني للأحرار، وهي منغمسة في تصفح هاتفها الشخصي خلال أطوار الجلسة.
التصرف، الذي وثقته عدسات الكاميرا ونُقل على الهواء مباشرة، تزامن مع تقديم رئيس الحكومة عزيز أخنوش لحصيلة العمل الحكومي في مجال الاستثمار والتشغيل، ما وضع القائمين على البث المباشر في موقف محرج، خاصة بعد أن وُجهت الكاميرا صوب الزمزامي أكثر من مرة وهي تلتقط صوراً وتستعرض شاشة هاتفها.
ورغم محاولة زميلها جمال الوردي لفت انتباهها بشكل لبق لتدارك الموقف، إلا أن البرلمانية الشابة لم تبدِ أي تجاوب، الأمر الذي اعتبره متابعون مؤشراً على ضعف الالتزام ببعض الضوابط المهنية داخل المؤسسة التشريعية.
تُلزم مدونة أخلاقيات مجلس المستشارين أعضاء المجلس، أثناء الجلسات العامة واجتماعات اللجان، باحترام جملة من السلوكيات، أبرزها الامتناع عن استخدام وسائل مادية أو رمزية تخل بسير الجلسات، إلى جانب الحفاظ على هيبة ورمزية المؤسسة التشريعية.
كما تنص على ضرورة الالتزام بالمبادئ المهنية والقيم الأخلاقية، والعمل على تعزيز صورة المجلس لدى الرأي العام، في وقت باتت فيه بعض السلوكيات الفردية تُهدد هذا الرصيد الرمزي.
ويأتي هذا الحادث في وقت باتت فيه الجلسات تُنقل بشكل مباشر عبر القنوات العمومية والمنصات الرقمية، ما يجعل أي تصرف خارج السياق تحت مجهر الجمهور والمتابعين.
وهو ما يُعيد إلى الواجهة أهمية احترام قواعد الانضباط والسلوك البرلماني، ليس فقط داخل القبة، بل أمام المواطنين الذين منحوا الثقة لممثليهم.