وقال البلاط الملكي التايلاندي في بيان رسمي إن الملكة الأم فارقت الحياة صباح اليوم، بعدما تدهورت حالتها الصحية إثر عدوى في الدم أصيبت بها في 17 أكتوبر الجاري، ولم تستجب للعلاج رغم الجهود المكثفة التي بذلها فريقها الطبي.
كانت الملكة سيريكيت قد عانت من سكتة دماغية عام 2012، ما أدى إلى ابتعادها عن الأنشطة العامة خلال السنوات الأخيرة من حياتها، في ظل تراجع حالتها الصحية المستمر، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس (A.P).
الملكة الراحلة هي قرينة الملك الراحل بوميبول أدولياديج، الذي حكم تايلاند لأكثر من سبعة عقود حتى وفاته عام 2016، ووالدة الملك الحالي ماها فاجيرالونجكورن. وقد عُرفت سيريكيت بتواضعها ونشاطها الاجتماعي الواسع، حيث كرّست حياتها لدعم المشروعات الخيرية، ولا سيما تلك الموجهة لخدمة القرى الريفية والحفاظ على البيئة.
وأعلن البلاط الملكي أن مراسم جنازة ملكية رسمية ستُقام تكريمًا لمكانة الملكة الراحلة، كما تقرر إعلان الحداد الوطني لمدة عام، وتنكيس الأعلام فوق المباني الحكومية لمدة ثلاثين يومًا.
وفي تصريح مؤثر، وصف رئيس الوزراء أنوتين شارنفيراكول رحيل الملكة بأنه “خسارة كبيرة للبلاد”، مشيرًا إلى أن ذكراها “ستبقى خالدة في قلوب التايلانديين”.
تحظى الملكة سيريكيت بمكانة رمزية خاصة في وجدان الشعب التايلاندي، إذ تُعد “الأم الروحية للأمة”، ويُحتفل بعيد ميلادها في 12 أغسطس من كل عام باعتباره عيد الأم الوطني في البلاد.
واشتهرت الملكة في شبابها بجمالها وأناقتها التي أسرَت العالم، كما كانت تُعد الوجه المشرق للمملكة في المحافل الدولية. وظهرت في العديد من البرامج الملكية التي أبرزت جهودها في حماية البيئة والحفاظ على الحرير التايلاندي التقليدي، الذي كانت تعتبره جزءًا من الهوية الوطنية لبلادها.
برحيلها، تُطوى صفحة من تاريخ تايلاند الحديث، وتبقى سيرتها رمزًا للعطاء والوفاء، وللصلة العميقة بين الملكية والشعب التايلاندي.

