تنفّس المغاربة الصعداء بعد الإعلان عن تحرير أربعة سائقي شاحنات مغاربة، كانوا قد اختُطفوا في ظروف غامضة وقاسية منذ 18 يناير الماضي، بمنطقة نائية تقع شمال شرق بوركينا فاسو، قرب الحدود مع النيجر.
السائقون، الذين كانوا يمارسون مهنتهم اليومية من أجل لقمة العيش، وقعوا ضحية شبكة إرهابية تنتمي إلى تنظيم الدولة الإسلامية في ولاية الساحل، وهو فرع إقليمي تابع لتنظيم “داعش” في منطقة الساحل الإفريقي، المعروفة باضطراباتها الأمنية وتهديداتها المستمرة للمدنيين.
وبحسب بلاغ رسمي صادر عن حكومة جمهورية مالي، فقد جرت عملية التحرير ليلة الأحد 3 غشت الجاري، في ظروف دقيقة وحساسة، كللت بالنجاح دون وقوع أية أضرار، حيث تم التأكد من أن السائقين الأربعة في حالة صحية جيدة، بالرغم من المحنة التي مرّوا بها طيلة أكثر من ستة أشهر من الاحتجاز القسري.
عملية الإنقاذ جاءت ثمرة تنسيق أمني محكم بين الأجهزة المختصة، حيث لعبت الوكالة الوطنية لأمن الدولة في مالي دورًا محوريًا بالتعاون مع المديرية العامة للدراسات والمستندات في المغرب (DGED)، وهو ما يعكس نجاعة التنسيق الأمني الإقليمي في مواجهة التنظيمات الإرهابية العابرة للحدود.
هذا الحدث الإنساني يُبرز أهمية التضامن الأمني والدبلوماسي في حماية أرواح المواطنين، خصوصًا من الفئات التي تشتغل في ظروف صعبة، مثل سائقي الشاحنات الذين يغامرون بحياتهم يوميًا لنقل السلع في مناطق محفوفة بالمخاطر.
عائلات السائقين، التي عاشت شهورًا من الترقب والقلق، استقبلت الخبر بفرحة عارمة، وسط دعوات بالرحمة لمن لم يحالفهم الحظ في مثل هذه الأزمات، وتقدير للجهود المبذولة في سبيل إنقاذ الأرواح.