أثار الداعية الإسلامي الشيخ عثمان الخميس موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد تعليقه على استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تحول الصور الشخصية إلى رسومات كرتونية، وهي ظاهرة اكتسبت شعبية كبيرة في الآونة الأخيرة، خاصة مع انتشار “ترند” صور غيبلي المستوحاة من أعمال استوديو الرسوم المتحركة الشهير.
الفتوى المثيرة للجدل
جاء رد الشيخ عثمان الخميس واضحًا وحاسمًا، حيث أكد أن هذا النوع من التعديل على الصور “لا يجوز شرعًا”. وأوضح أن بعض العلماء أجازوا التصوير الفوتوغرافي لأنه يعكس خلق الله كما هو دون تغيير، لكنه شدد على أن تحويل الصورة إلى رسم كرتوني يُعتبر عبثًا وتشبهًا بخلق الله، مما يجعله محرمًا وفقًا لرأيه.
انقسام واسع في الآراء
أحدثت هذه التصريحات ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض. فمن جهة، أيد بعض رواد مواقع التواصل رأي الشيخ، معتبرين أن فتواه تتماشى مع المنهج السلفي الذي يشدد على ضوابط التصوير وفق الأحكام الشرعية.
في المقابل، رأى آخرون أن الفتوى تعكس تشددًا غير مبرر، خصوصًا في ظل الانتشار الواسع لهذه التطبيقات واستخدامها لأغراض ترفيهية دون ارتباط بأي دلالات دينية أو عقائدية.
بين الضوابط الشرعية والتطور التكنولوجي
على الجانب الآخر، دافع أنصار الشيخ عن موقفه، مشيرين إلى أنه يستند إلى أصول الفقه الحنبلي الذي يحذر من التلاعب بصور الكائنات الحية. في حين اعتبر البعض أن الأمر يدخل في نطاق الاجتهاد الشخصي، حيث يمكن أن تختلف الآراء بين العلماء حول هذه المسألة.
وفي ظل استمرار النقاش، يبقى هذا الموضوع أحد القضايا التي تعكس الاختلاف بين التوجهات الدينية والمحافظة، وبين من يرى أن التقنية الحديثة تفرض واقعًا جديدًا يجب التكيف معه. فهل سيؤثر هذا الجدل على انتشار هذه التطبيقات؟ أم أن التكنولوجيا ستواصل فرض إيقاعها على حياة المستخدمين بغض النظر عن الفتاوى؟
مصدر جرائد إلكترونية