يشهد المجتمع المصري من حين لآخر موجات جدل ديني حاد، على خلفية صدور فتاوى غير تقليدية تمس قضايا اجتماعية ودينية حساسة، الأمر الذي يدفع علماء الدين والمختصين للمطالبة بوضع ضوابط واضحة لعملية الإفتاء.
الخمر “ليس حرامًا” بشرط عدم السكر
أثارت فتوى للعالم الأزهري المقيم في أستراليا، ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام، الشيخ مصطفى راشد، جدلاً واسعًا، بعد إعلانه أن الخمر ليس محرَّمًا بشكل قطعي، بل يُعد مكروهًا، وأن التحريم يقتصر على حالة السكر لما قد يسببه من أضرار.
راشد أوضح في تصريحات تلفزيونية أن القرآن ذكر الخمر في ثلاثة مواضع دون تحريم مباشر، معتبرًا أن التحريم القطعي غير وارد في النصوص.
هذه التصريحات قوبلت برد حاد من الداعية الإسلامي خالد الجندي، الذي وصف ما قاله راشد بأنه “كذب ونصب” و”تحليل لما حرمه الله”.
رؤية الخاطب لمخطوبته وهي تستحم
وفي واقعة أخرى، فجّرت فتوى للداعية المصري (أ ،ال)موجة غضب، بعدما قال إنه يجوز للرجل الراغب في الزواج من امرأة أن يختبئ لرؤيتها وهي تستحم، شرط أن تكون نيته صادقة بالزواج منها.
القوصي استند في فتواه إلى حديث نبوي يجيز للخاطب النظر إلى ما يدعوه للزواج، مشيرًا إلى واقعة لأحد الصحابة.
لكن وزير الأوقاف المصري، الدكتور محمد مختار جمعة، انتقد هذه الفتوى بشدة، معتبرًا أنها تتعارض مع قيم النخوة والحياء، ومتسائلًا: “هل يقبل الداعية ذلك على ابنته؟”، مؤكدًا أن الحياء فطرة مشتركة بين جميع الأديان.
هذه الفتاوى أثارت ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل، وأعادت النقاش حول حدود الاجتهاد الفقهي والمسؤولية الاجتماعية والدينية لمن يتصدون للإفتاء.
المصدر :جريدة مشاهد انفو