شهدت مدينة فاس فصول جريمة مأساوية هزّت الأوساط الطبية والساكنة المحلية، بعدما تم العثور على جثة طبيبة شابة مدفونة بطريقة مروعة ضواحي تازة، في واقعة تحوّلت إلى قضية رأي عام نظراً لظروفها الصادمة والمتورط المحتمل فيها.
وتعود تفاصيل الجريمة إلى ليلة الاثنين 15 يوليوز 2025، حينما أُبلغت السلطات الأمنية باختفاء الطبيبة (ه.و)، البالغة من العمر 33 سنة، والتي تشتغل بالمركز الاستشفائي الغساني، حيث تقدم الزوج، وهو طبيب بنفس المؤسسة، رفقة والد الضحية، بالتبليغ عن اختفائها في حدود الساعة 11:15 ليلاً.
باشرت مصالح الضابطة القضائية بفاس تحقيقًا فوريًا، وتم تتبع آخر إشارة صادرة من هاتف الضحية، والتي قادت المحققين إلى منطقة أولاد ازباير بإقليم تازة.
خلال ذلك، تم رصد بقع دم داخل سيارة الزوج، المركونة في مرآب المنزل، ما زاد من الشكوك حول ضلوعه في الجريمة.
وفي تطور لافت، كشفت التحقيقات أن الزوج غادر التراب الوطني صباح الأربعاء 17 يوليوز، في اتجاه فرنسا، أي بعد أقل من يومين من وقوع الجريمة، مما جعله المشتبه الرئيسي في القضية.
بتنسيق أمني مكثف، وبمساعدة الكلاب البوليسية، تم تحديد مكان دفن الجثة، حيث عُثر على الطبيبة مدفونة في حفرة حديثة الحفر بالمنطقة نفسها، في مشهد مروّع أثار صدمة بين سكان المنطقة.
فتحت النيابة العامة المختصة تحقيقًا معمقًا في القضية، مع إصدار مذكرات بحث دولية في حق المشتبه فيه الرئيسي، كما يتم التنسيق مع السلطات الفرنسية من أجل توقيفه وترحيله في حال ثبوت التورط.
وتعيد هذه الجريمة تسليط الضوء على قضايا العنف الأسري، والضغط النفسي الذي قد يعانيه بعض العاملين في المجال الصحي، إضافة إلى الحاجة إلى تطوير آليات التدخل المبكر في حالات الاختفاء المقلقة.