وعاشت الجماهير الحاضرة واحدة من أكثر المواجهات إثارة في الملحق، بعدما بادر المنتخب اليمني إلى هز الشباك مبكراً في الدقيقة 14 عبر اللاعب هارون عبد الرحمان الزبيدي، ليزرع الثقة في صفوف زملائه ويمنح فريقه أفضلية أولى كانت واضحة في النسق الهجومي.
لكن منتخب جزر القمر لم يستسلم، ونجح في العودة إلى أجواء اللقاء بعد ربع ساعة فقط من تلقيه الهدف الأول، عندما ترجم اللاعب حسين زكواني ضربة جزاء إلى هدف التعادل، موجهاً رسالة واضحة بأن المباراة لم تُحسم بعد.
وعاد اليمنيون لفرض إيقاعهم سريعاً، حيث أضاف ناصر الغواشي الهدف الثاني في الدقيقة 40 برأسية مركزة، قبل أن يعزز عبد الواسع المطري التقدّم بهدف ثالث في الأنفاس الأخيرة من الشوط الأول. لينهي اليمن الجولة الأولى متقدماً بثلاثة أهداف مقابل هدف، وسط اعتقاد شبه جماعي بأن بطاقة العبور أصبحت في المتناول.
في الشوط الثاني، تغيّر السيناريو تماماً. إذ أعاد هدف بالخطأ من اللاعب أسامة عنبر في الدقيقة 61 الأمل لمنتخب جزر القمر، الذي بدأ يستعيد حماسه تدريجياً ويدفع بكثافة بحثاً عن تعديل النتيجة. وفي المقابل، تمسّك المنتخب اليمني بمحاولاته لإضافة الهدف الرابع من أجل قتل المباراة نهائياً.
وبينما كانت جزر القمر تقترب شيئاً فشيئاً من التعادل، جاء الرد اليمني سريعاً من جديد عبر عبد الواسع المطري الذي وقع الهدف الرابع عند الدقيقة 65، معزّزاً أداءه الملفت في اللقاء. لكن الدقائق الأخيرة حملت ما هو غير متوقع، إذ قلّص القمريون النتيجة في الوقت بدل الضائع عبر زياد أمير، قبل أن يعود اللاعب نفسه بعد دقيقتين ليحقق التعادل التاريخي، وسط دهشة اليمنيين وانفجار فرحة عناصر جزر القمر.
وانتهى الوقت الأصلي بالتعادل 4–4، ليحتكم المنتخبان إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لمنتخب جزر القمر، مانحة إياه بطاقة العبور إلى دور المجموعات، حيث سيجاور كلاً من:
المغرب – السعودية – عمان.

بهذا الفوز، يكتب منتخب جزر القمر صفحة جديدة في تاريخه الكروي، مؤكداً أن الروح القتالية والثبات حتى آخر لحظة قادران على قلب أرقى السيناريوهات.

