تعاني العديد من المساحات الخضراء وسط مدينة فاس من تدهور بيئي لافت، حيث تحولت المساحات التي كانت إلى وقت قريب متنفساً بيئياً للساكنة، إلى مناطق ذابلة وجافة بفعل غياب السقي المنتظم وتراجع تدخل المصالح المختصة.
ووثقت عدسات المواطنين مشهداً صادماً من إحدى الساحات المركزية، حيث تحولت المروج إلى بقع صفراء مهترئة، وسط ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما أثار استياء واسعا في صفوف الفاعلين
كما عبّر عدد من الفاعلين الجمعويين عن قلقهم من هذا “الإهمال البيئي المتكرر”، مؤكدين أن استمرار هذا الوضع “يضر بصورة المدينة” و”يكشف غياب رؤية استراتيجية لتدبير الموارد المائية المخصصة للسقي الحضري”.
ويأتي هذا الوضع المتدهور في سياق وطني وإقليمي يدعو إلى ضرورة التكيف مع التغيرات المناخية، مما يفرض اعتماد حلول مبتكرة كالسقي بالتنقيط أو استعمال المياه العادمة المعالجة، وهي إجراءات لا تزال غائبة عن أجندة الفاعلين المحليين.
في الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة، لا تزال الجهات المسؤولة غائبة عن المشهد، تاركة المساحات الخضراء تواجه مصيرها في صمت، فيما تتساءل الساكنة عن جدوى الشعارات البيئية التي ترفعها الجماعات المحلية دون ترجمتها إلى سياسات ميدانية فعالة