تشهد جهة فاس–مكناس دينامية تنموية غير مسبوقة، بعد شروع السلطات الجهوية في تنزيل برنامج استثماري ضخم يمتد بين سنتي 2026 و2028، يهدف إلى تعزيز البنيات التحتية الأساسية والارتقاء بالخدمات الاجتماعية في مختلف الأقاليم التابعة للجهة.
وتبرز الوثائق الرسمية أن هذا البرنامج يُعد من أضخم المشاريع الجهوية، ويراهن على تحسين مؤشرات التنمية وتقليص الفوارق المجالية بين الوسطين الحضري والقروي.
الصحة والتعليم في مقدمة أولويات البرنامج
في قطاع الصحة، تعمل الجهة على إعادة بناء المركز الاستشفائي الإقليمي بالحاجب بتكلفة تصل إلى 500 مليون درهم، مع رفع الطاقة الاستيعابية إلى أكثر من 120 سريراً، في خطوة تسعى إلى تخفيف الضغط عن المستشفيات الجهوية وتحسين الولوج إلى العلاج.
أما التعليم، فيحظى بأكبر حصة من المشاريع، حيث تشمل البرمجة بناء 334 حجرة دراسية جديدة، و124 حجرة للتعليم الأولي، إضافة إلى إصلاح عشرات المؤسسات المدرسية. كما سيتم إحداث 32 مؤسسة تعليمية جديدة تشمل مدارس ابتدائية وإعداديات وثانويات، مع توسيع أخرى عبر إضافة 225 قاعة جديدة، بهدف معالجة الخصاص الكبير خاصة في العالم القروي.
الرياضة.. نحو فضاءات حديثة للشباب
وفي إطار تعزيز البنيات الرياضية، تستعد مدينة مكناس لاحتضان مدينة رياضية جديدة بطاقة استيعابية تبلغ 6000 مقعد، في مشروع تصل كلفته إلى 200 مليون درهم، ما سيمنح الجهة فضاءً رياضياً حديثاً يستجيب للمعايير الوطنية والدولية.
الصناعة والتجارة.. دعم الإنتاج المحلي
يتضمن البرنامج مشروعاً استراتيجياً لإحداث منصة متطورة لتثمين وتسويق المنتجات الفلاحية والصيد البحري بكلفة تصل إلى 160 مليون درهم. وتشمل المشاريع أيضاً تهيئة مناطق صناعية جديدة ومناطق للأنشطة الاقتصادية بهدف جذب الاستثمار وتحريك الاقتصاد الجهوي.
الثقافة والصناعة التقليدية.. تعزيز الإبداع المحلي
تستعد الجهة لإحداث مركز ثقافي جديد بإقليم بولمان وتطوير منشآت ثقافية أخرى، في إطار دعم المبادرات الثقافية وتوفير فضاءات للقرب. كما يُرتقب إنشاء وحدات جديدة للتكوين في الحرف التقليدية، دعماً للصناع والشباب الباحثين عن مسارات مهنية مؤهِّلة.
السكن والطرق والماء.. تحسين جودة العيش
وتهم مشاريع 2026 مجموعة واسعة من البنيات التحتية الخاصة بالماء والكهرباء، من بينها تقوية تزويد مدينة تازة بالماء الصالح للشرب انطلاقاً من سد باب لوطا، إضافة إلى تطوير الشبكات الكهربائية بعدد من الجماعات. كما سيتم تنفيذ مشاريع للحد من مخاطر الفيضانات وتهيئة المحاور الطرقية وتحسين السلامة الطرقية.
وعلى مستوى السكن، خصصت الجهة اعتمادات مهمة لإعادة هيكلة الأحياء الهشة وتأهيل السكن غير اللائق، مع إطلاق برامج اجتماعية موجهة لدعم الأسر محدودة الدخل.
تحولات مرتقبة في سوق الشغل والتنمية المجالية
تعكس هذه المشاريع رؤية جهوية واضحة تقوم على تعزيز البنية الاجتماعية والاقتصادية، ومن المتوقع أن تساهم في خلق آلاف فرص الشغل في قطاعات البناء، الخدمات، التعليم، الصحة، والتجارة، إلى جانب تقليص الفوارق بين مختلف أقاليم الجهة وتحسين جودة العيش للمواطنين.

