رصيف24-مجتمع
حين يخرج جيل جديد إلى الشارع، أو يرفع صوته على المنصات الرقمية، فالأمر يتجاوز مجرد حدث عابر. احتجاجات “جيل Z” بالمغرب ليست صرخة غضب عادية، بل إشارة إلى تحوّل عميق في الوعي الاجتماعي والسياسي، ورسالة قوية بأن فئة واسعة من الشباب لم تعد تقبل بالانتظار أو التهميش.
هذا الجيل الذي وُلد ونشأ في زمن الإنترنت، يُعبّر اليوم عن وعي جماعي جديد.
أدواته ليست فقط اللافتات والشعارات في الشارع، بل أيضاً الحملات الرقمية التي تُلهب الرأي العام وتحوّل النقاش المحلي إلى قضية وطنية.
خروجهم إلى الشارع تأكيد على أن المطالب الافتراضية ليست “فقاعات رقمية”، بل مطالب حقيقية مرتبطة بالعيش الكريم، التعليم، الصحة، والكرامة.
حين يصرخ الشباب، فليس من الإنصاف أن تُرمى المسؤولية بين الإدارات أو تُختزل في شخص عامل إقليم أو وزير. إن الاحتجاجات الحالية تكشف أن القضية مرتبطة بنموذج تنموي كامل، يفرض تعبئة شاملة من الدولة، الأحزاب، النقابات، والمجتمع المدني. أي النخب التي راكمت الفشل وأضاعت فرص الإصلاح.
شباب جيل Z لا يطالب بالمستحيل. رسالتهم واضحة: عدالة اجتماعية، تكافؤ فرص، خدمات عمومية في المستوى، ومؤسسات تستمع وتُحاسب.
هذه مطالب مشروعة في دولة تتطلع إلى التنمية الشاملة وتتباهى بإنجازات كبرى، لكن مواطنيها ما زالوا يصطدمون بواقع يختلف عن الخطابات الرسمية.
الاحتجاجات الأخيرة جرس إنذار، لا يجب التعامل معها بالمقاربة الأمنية فقط، بل كدعوة لإعادة صياغة العلاقة بين الدولة والشباب.
إنهم يطالبون بإصلاحات عميقة، وبأن يُنظر إليهم كشركاء في صياغة المستقبل، لا كأرقام في إحصاءات البطالة أو ضحايا لسياسات ترقيعية.