شهدت مدينة فاس خلال الأسابيع الأخيرة حملات أمنية مكثفة نفذتها عناصر الشرطة التابعة للمنطقة الأمنية الثانية بولاية أمن فاس، أسفرت عن السيطرة بشكل كبير على معدلات الجريمة وتفكيك بؤر إجرامية كانت تشكل ما يشبه “حزاماً إجرامياً” خطيراً يمتد من حي اعوينات الحجاج مروراً بدوار الهندية وصولاً إلى الحي الصناعي سيدي إبراهيم.
وحسب مصادر مطلعة، فإن هذه العمليات الميدانية، التي جاءت بتعليمات مباشرة من والي أمن فاس وأشرف على تنفيذها رئيس المنطقة الأمنية الثانية، اعتمدت على استراتيجية أمنية استباقية تقوم على الانتشار المكثف للدوريات الراجلة والمتحركة، وتنصيب سدود قضائية مفاجئة، إلى جانب مداهمة أوكار مروجي المخدرات والمؤثرات العقلية التي كانت المحرك الرئيسي لمختلف الجرائم بالمنطقة.
وأسفرت هذه الحملات عن توقيف العشرات من الأشخاص، بينهم مبحوث عنهم وطنياً في قضايا خطيرة كالسرقة بالعنف والاتجار في المخدرات، إضافة إلى متورطين في جرائم الشارع التي كانت تثير إحساساً بانعدام الأمن لدى الساكنة والعاملين في المنطقة الصناعية.
ولاقت هذه المقاربة الأمنية الصارمة استحساناً واسعاً من طرف سكان الأحياء المستهدفة وأصحاب الوحدات الصناعية، الذين سجلوا تراجعاً ملموساً في الظواهر الإجرامية وعودة الهدوء تدريجياً.
وأكدت مصالح ولاية أمن فاس استمرارها في تنفيذ هذه العمليات بالصرامة ذاتها لضمان القضاء على كافة المظاهر الإجرامية والحفاظ على أمن المدينة.