فاس – رصيف24
في عصر التحول الرقمي، تحوّل أحد أقسام الإعلانات المبوبة على منصة إلكترونية مشهورة بالمغرب إلى ما يشبه “ماخوراً إلكترونياً” مفتوحاً للعموم، يعرض بشكل فاضح عشرات الإعلانات التي تقدم خدمات جنسية مقنّعة تحت يافطة “التدليك”، خصوصاً بمدينة فاس.
بمجرد الدخول إلى القسم المخصص للتدليك، يواجه المتصفح صورًا صادمة لفتيات في وضعيات مثيرة، مرفقة بوصف صريح لا يترك مجالاً للشك في نوعية “الخدمة” المقدمة.
كما تتضمن هذه الإعلانات أرقام هواتف مباشرة، مما يحوّل المنصة من مجرد فضاء إعلاني إلى وسيط علني بين طالبي الخدمة والمروجين لها.
وتكشف الإعلانات عن فتيات يُقدّمن على أنهن مغربيات ينشطن في مدينة فاس، إلى جانب أخريات من دول إفريقيا جنوب الصحراء، ما يعزز المخاوف من وجود شبكات للاتجار بالبشر تستغل الوضعية الهشة لهؤلاء النساء، خاصة المهاجرات، وتدفع بهن إلى هذا النفق المظلم.
ما يثير القلق أكثر هو غياب أي رقابة فعلية على المحتوى المنشور داخل هذه المنصة، التي تحوّلت إلى أرض خصبة لترويج الدعارة المنظمة تحت أنظار الجميع، في تحدٍّ سافر للقوانين المغربية الخاصة بالأخلاق العامة، ومكافحة الاتجار بالبشر، والتحريض على الفساد.
وأمام هذا الانفلات الخطير، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل عاجل من وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية، التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، من أجل فتح تحقيق شامل لا يقتصر فقط على تتبع الأرقام المنشورة، بل يشمل مسؤولية المنصة ذاتها، التي أصبحت وسيلة واضحة لتسهيل أنشطة محظورة وتشكل تهديداً صريحاً للأمن المجتمعي وكرامة المرأة.