تحولت رحلة عائلية كانت تحمل بين طياتها الشوق والحنين إلى أرض الوطن، إلى كابوس مرعب في الساعات الأولى من صباح يوم الأحد، حين تعرضت عائلة مغربية مقيمة بالخارج لمحاولة اعتداء مسلح على الطريق الرابط بين مولاي بوسلهام ومدينة سوق الأربعاء الغرب، دقائق قليلة بعد مغادرتهم الطريق السيار.
العائلة، التي كانت قادمة من شمال إسبانيا لقضاء عطلتها الصيفية في المغرب، وجدت نفسها وجهاً لوجه مع مشهد مروّع لا يُنسى. فحوالي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، وفي منطقة مظلمة بمحاذاة دوار “الرزازقة”، اضطر السائق إلى تخفيف السرعة بسبب أضواء سيارة مركونة على جانب الطريق، حجبت عنه الرؤية بالكامل، في مشهد يوحي بأنها مركبة أمنية.
لكن المفاجأة كانت صادمة: أربعة أشخاص خرجوا من العتمة، مدججين بهراوات وأسلحة بيضاء، وهاجموا السيارة بشكل مباغت، في محاولة لترهيب أفراد الأسرة وسرقتهم. أحدهم قام بتكسير الزجاج الأمامي، بينما حاول الآخرون فتح الأبواب بالقوة.
السائق، الذي أظهر رباطة جأش نادرة، تمكن بفضل مناورة سريعة من الإفلات من الكمين والابتعاد عن موقع الخطر، دون أن يصاب أحد من أفراد العائلة بأذى جسدي. ورغم أن المركبة لحقت بها أضرار مادية، إلا أن الأهم كان النجاة من موقف قد تكون له عواقب مأساوية.
وفي روايتها للواقعة، أكدت العائلة أنها اتصلت فوراً بالسلطات المحلية فور وصولها إلى نقطة آمنة، إلا أن غياب دوريات أمنية قريبة حال دون أي تدخل فوري. وتم توجيههم إلى تقديم شكاية ضد مجهولين لدى الجهات القضائية المختصة، بسبب عدم التمكن من التعرف على هوية المعتدين أو تسجيل رقم لوحة سيارتهم.
هذا الحادث يعيد إلى الواجهة مرة أخرى مطالب ساكنة المنطقة ومرتادي هذا المحور الطرقي بضرورة تعزيز التواجد الأمني، خاصة خلال الليل، تزامناً مع عودة أعداد كبيرة من أفراد الجالية المغربية إلى أرض الوطن. إذ تشكل هذه الطرق الثانوية، التي تفتقر في كثير من الأحيان للمراقبة، بيئة خصبة لنشاط العصابات التي تستغل الظلام والعزلة لتنفيذ اعتداءات تستهدف الأرواح والممتلكات.