تحوّلت ساحة فلورانس، التي شُيّدت في الحقبة الاستعمارية وكانت تُعرف آنذاك بـ “ساحة ليوطي”، إلى فضاء يعكس الإهمال بكل تجلياته. فبعد أن كانت إحدى أبرز واجهات وسط مدينة فاس، أصبحت اليوم مرتعاً للمشردين، ومستودعاً للنفايات، بدل أن تكون فضاءً حضرياً يعكس صورة مشرفة للعاصمة العلمية.
في السنوات الماضية، تقدّمت شركة بمشروع لإنجاز موقف سيارات تحت أرضي نموذجي في الساحة، بهدف تخفيف الاكتظاظ المروري وتحديث البنية التحتية.
غير أن المشروع تعثر بشكل كامل بعد سحب الترخيص من الشركة نتيجة حملة مقاطعة واسعة، ليظل مجرد وعد لم يخرج إلى حيز التنفيذ.
ورغم مرور سنوات على تجميد المشروع، لم تُستأنف الأشغال أو يُطرح بديل حقيقي يعيد الاعتبار لهذه الساحة الحيوية. هذا الوضع يطرح تساؤلات ملحّة لدى الساكنة والزوار على حد سواء:
- لماذا توقفت الأشغال؟
- ولماذا لم تُستأنف حتى اليوم رغم الحاجة الملحة؟
ويرى متتبعون أن غياب رؤية متكاملة لدى السلطات المحلية، إلى جانب تعثر الشراكات الاستثمارية، ساهم في تحويل المشروع إلى ملف عالق يرمز لضعف الحكامة في تدبير الفضاءات العمومية.
في ظل هذا الوضع، ترتفع أصوات المجتمع المدني والمواطنين للمطالبة بإعادة الاعتبار لساحة فلورانس، باعتبارها فضاءً رمزياً في قلب المدينة، وبوابة كان من الممكن أن تضفي دينامية اقتصادية وسياحية لو جرى تأهيلها وفق رؤية حديثة ومستدامة