أطلقت ساكنة مدينة سوق أربعاء الغرب، الواقعة في قلب سهل الغرب شمال المغرب، عريضة شعبية في مواقع التواصل الاجتماعي وعبر منصة Avaaz تطالب من خلالها بتغيير اسم المدينة إلى اسمها التاريخي “سيدي عيسى الغرب”، معتبرة أن التسمية الحالية لا تعكس لا ذاكرة المنطقة ولا عمقها الحضاري.
📌 اسم فُرضه الاستعمار… وهوية في خطر
بحسب البيان الصادر عن القائمين على الحملة، فإن اسم “سوق أربعاء الغرب” ليس سوى إرث من الحقبة الاستعمارية الفرنسية، التي اختزلت المدينة في وظيفة تجارية أسبوعية، في حين أن جذور المنطقة تمتد إلى أزمنة أعمق بكثير، وترتبط باسم ولي صالح من القرن السادس عشر ؛ هو سيدي عيسى بن الحسن، المدفون فوق تلة تُعرف بـ”الدعداعة”، والتي ظلت لعقود شاهدة على روح المدينة وذاكرتها الجماعية بحكم ان سوق اربعاء الذي كان ينظم تحتها اسبوعيا هو تكريم ليوم استشهاد سيدي عيسى في سبيل الوطن .
ويضيف البيان أن المدينة لطالما كانت جزءًا من ما عُرف تاريخيًا بـ”بلاد البروزي” و”إقليم أزغار”، وكانت تُعرف في خرائط قديمة رومانية باسم “فوبيسيانا”، كما ورد في المسار الأنطونيوسي الشهير وكما اتبته الأبحاث الاركيولوجية فوق تلة الدعداعة خيت يتواجد ضريح سيدي عيسى
🔍 مطلب رمزي يعكس كرامة الساكنة
ترى اللجنة المشرفة على الحملة أن تغيير الاسم هو مطلب رمزي عميق، يندرج في سياق إعادة الاعتبار للهوية الثقافية والمجالية، وينسجم مع أسماء العديد من المدن المجاورة في منطقة الغرب التي تحمل أسماء أوليائها الصالحين، مثل سيدي قاسم، سيدي سليمان، سيدي يحيى الغرب، سيدي علال التازي، مولاي بوسلهام، لالة ميمونة…، متسائلين: لماذا تُستثنى مدينتنا من هذا العرف التاريخي المتجذر في الوجدان الجماعي المغربي وتنفرد وحدها باسم سوق اسبوعي بالرغم من انها اقدم بكثير من جميع هذه المدن ؟
🗣️ تفاعل واسع على وسائل التواصل
شهدت منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما فيسبوك، تفاعلًا واسعًا مع الحملة، حيث اعتبرها العديد من أبناء المدينة والمهتمين بالشأن المحلي خطوة جريئة واستحقاقًا تأخر كثيرًا. كما تم تداول مقاطع فيديو للسةكنة وهي توقع على العريضة و اخرى توجه نداءات مفتوحًة للساكنة من أجل التوقيع على العريضة، التي تجاوزت في ساعاتها الأولى عشرات التوقيعات، في انتظار دعم أوسع من داخل المغرب وخارجه.
📰 دعوة للصحافة وممثلي المؤسسات
وجّهت الحملة كذلك رسائل مفتوحة إلى وسائل الإعلام المحلية والوطنية، دعت فيها الصحافيين إلى تخصيص تغطيات أو مقالات أو برامج حوارية تسلط الضوء على هذا المطلب الشعبي، الذي يطرح أسئلة عميقة حول علاقة المدن المغربية بأسمائها، وحول كيفية مصالحة المجال مع ذاكرته وتاريخه.
كما ينتظر القائمون على المبادرة تفاعلًا من طرف الجماعات الترابية والمؤسسات المنتخبة، من أجل إدراج الموضوع في جداول أعمال المجالس، وتقديم ملتمسات رسمية للجهات المختصة.
📍الاسم ليس مجرد حروف… بل هوية
في ختام البيان الصحفي ، شدّد الموقعون على أن الأسماء ليست مجرد تسميات، بل مرآة للهوية والكرامة والانتماء، وأن المعركة من أجل استرجاع اسم “سيدي عيسى الغرب”، هي معركة من أجل الاعتراف بتاريخ مدينة ناضلت من اجل الممكلة المغربية ضد الاستعمار ، وقدّمت رجالًا وعلماء، وكانت دائمًا منارة في سهل الغرب.