شهدت جلسة الأسئلة الشفوية بمجلس النواب المغربي توتراً غير مسبوق، بعدما أثارت عبارة صادرة عن رئيس الجلسة، محمد أوزين، جدلاً واسعاً داخل القبة التشريعية.
فخلال النقاش حول غياب عدد من الوزراء، توجه أوزين إلى أحد نواب الفريق الاستقلالي بعبارة: “شوف على نماذج”، وهو ما أثار اعتراضاً شديداً من طرف نواب حزب الاستقلال، وبعض نواب فرق الأغلبية، الذين رفضوا انطلاق أشغال الجلسة دون سحب العبارة.
الجدل انطلق بعد مداخلة لعبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي، الذي استعرض لائحة الوزراء المتغيبين، معتبراً أن هذا الغياب يُعدّ تقليلاً من احترام المؤسسة التشريعية.
وفي محاولة للدفاع عن أحد الوزراء المتغيبين، تدخل رئيس الفريق الاستقلالي، علال العمراوي، مبرزاً أن كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية، عمر احجيرة، يوجد خارج الوطن. غير أن رئيس الجلسة أوقفه بدعوى خروجه عن إطار نقطة نظام.
التوتر تصاعد حين تدخل النائب العياشي الفرفار دون أخذ الكلمة بشكل رسمي، ليعقّب عليه أوزين بعبارة “شوف على نماذج”، مما فجر حالة من الاستياء داخل الفريق الاستقلالي، الذي طالب بسحب العبارة فوراً، وهو ما رفضه أوزين، معتبراً أن السلوك الصادر عن الفرفار “نموذج غير محترم”، مؤكداً التزامه بتطبيق مقتضيات النظام الداخلي للمجلس.
من جانبه، رد العمراوي بأن “مثل هذه العبارات تخلق الفتنة داخل المؤسسة”، ليقاطعه أوزين بالقول إن “الفتنة هي عدم احترام النظام الداخلي”.
وأكد رئيس الفريق الاستقلالي أن النواب يتحملون مسؤولية تمثيلية ولا يجوز مخاطبتهم بتعبيرات لا تليق بالمؤسسة.
كما تدخل محمد شوكي، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، ليؤكد على ضرورة التوازن في تسيير الجلسات، وعدم استهداف نواب الأغلبية فقط، وهو ما رد عليه أوزين بأن نقاط النظام الموقوفة كانت خارج نطاق التسيير.
ورفض الفريق الاستقلالي انطلاق الجلسة الشهرية للأسئلة الشفوية دون اعتذار رسمي من رئيس الجلسة، وسحب عبارته في حق النائب الفرفار.
وفي ختام الجدل، عبّر النائب الفرفار عن استعداده لسحب أي تصرف فُهم منه عدم احترام للمؤسسة، وهو ما قابله أوزين بالإشارة إلى سحب عبارة “هذا النموذج” إن كانت قد فُهمت كإساءة