رصيف24 – القنيطرة
أثار قرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعزل الخطيب مصطفى قرطاح من إلقاء خطب الجمعة بمسجد الغفران بمدينة القنيطرة، جدلاً واسعاً واستياءً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، في ظل تضارب الأنباء حول خلفيات هذا القرار.
وتشير بعض المصادر إلى أن العزل قد يكون مرتبطاً بانتقاد الخطيب لسهرة مغني الراب المغربي طه فحصي، المعروف بلقب “طوطو”، بسبب ما اعتبره تضمينها لمفردات “خادشة للحياء”. بينما يرى آخرون أن الأمر قد يكون على صلة بتناوله قضايا دولية، خصوصاً الوضع في غزة.
وفي تعليق له عبر صفحته على فيسبوك، اعتبر الحسن بن علي الكتّاني، رئيس رابطة علماء المغرب العربي، أن توقيف الخطيب بسبب انتقاده للحفل الفني “أمر مشين وقبيح”، مؤكداً أن ذلك “لا يليق ببلد مثل المغرب الذي عُرف عبر تاريخه برواد كبار في مختلف المجالات العلمية”. وأضاف أن الوزارة تبالغ في التضييق على العلماء والخطباء، ما يحد من دورهم في النصح والإرشاد.
ونشطاء على مواقع التواصل تداولوا رسالة مفتوحة تؤكد أن “إسكات الخطباء عن قضايا الأمة لا يخدم إلا أعداءها، ويزيد من فقدان الثقة في المؤسسات”، مشددين على أن “المساجد بيوت الله، وأولى بها أن تبقى منابر للحق”.
وطالبت الرسالة بمراجعة القرار وإعادة الاعتبار للخطيب مصطفى قرطاح، مبرزة أن القضية الفلسطينية “قضية عقيدة وكرامة وإنسانية لا يجوز تهميشها”.
وكان الخطيب قد نشر بتاريخ 25 غشت 2025 تدوينة انتقد فيها سهرة طوطو، مشيراً إلى التناقض بين انشغال الجمهور بالحفلات الفنية وبين الأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها المغرب، من بينها ضعف القدرة الشرائية، تفاقم البطالة، أزمة التعليم، إلى جانب تداعيات زلزال الحوز والحرب في غزة.
وتعكس هذه القضية الجدل المتواصل في المغرب حول حدود حرية التعبير داخل المنابر الدينية، ومدى قدرة الخطباء على التطرق للقضايا المجتمعية والدولية دون قيود، في وقت يتطلع فيه المواطنون إلى دور أقوى للمساجد في ترسيخ قيم الحق والعدل والنصيحة