في مفاجأة علمية لافتة، كشفت دراسة دولية نُشرت في مجلة British Journal of Sports Medicine أن القيام بالأنشطة اليومية البسيطة، مثل غسل الأواني والتنظيف المنزلي، يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في الصحة العامة، حيث يساهم في تقليل خطر الوفاة المبكرة بنسبة تتراوح بين 30% و40%.
وتستند الدراسة إلى تحليل 85 دراسة شملت أكثر من 8 ملايين شخص، وأثبتت أن الأنشطة المنزلية المعتدلة تدخل ضمن تصنيف النشاط البدني المفيد للصحة، تمامًا كما هو الحال مع المشي أو التمارين الخفيفة.
بحسب ما توصل إليه الباحثون، فإن الأنشطة الروتينية مثل غسل الماعن، الترتيب، وحتى تحضير الطعام، ترفع من معدل الحركة اليومية، وتُنشّط الدورة الدموية، وتساهم في خفض مستويات التوتر، مما يقلل بشكل واضح من احتمال الإصابة بأمراض مزمنة أو الوفاة المبكرة.
وقد أكدت منظمة الصحة العالمية على أهمية هذا النوع من الأنشطة، موصية بمعدل 150 إلى 300 دقيقة أسبوعيًا من النشاط البدني المعتدل لتحسين اللياقة والوقاية من الأمراض.
هذه الدراسة تمثل دعوة صريحة لإعادة النظر في قيمة الأعمال المنزلية، ليس فقط كواجبات يومية، بل كنشاط بدني فعّال له فوائد صحية حقيقية، خاصة في ظل أنماط الحياة الحضرية التي تقل فيها الحركة.
وهي تفتح المجال أمام النساء والرجال معًا لمقاربة الحياة المنزلية من زاوية صحية وإنسانية، تعزز من الرفاه النفسي والجسدي، وتحول المهام اليومية إلى فرصة لحياة أطول وأكثر جودة