دخل أبناء المدرب الوطني اللقاء بعزيمة الأبطال وإيمان لا يتزعزع، فكانت البداية نارية من المهاجم المتألق ياسر زابيري الذي افتتح التسجيل في الدقيقة 12 من ركلة حرة نفّذها ببراعة جعلت الحارس الأرجنتيني يكتفي بالمشاهدة. هدفٌ منح الثقة والطمأنينة للعناصر الوطنية التي أظهرت شخصية فريقٍ كبير رغم رهبة النهائي.
ولم تمر سوى دقائق معدودة حتى عاد زابيري ليثبت أنه رجل المواعيد الكبرى، حين وقّع الهدف الثاني في الدقيقة 29 بعد مجهود فردي رائع من زميله عثمان معما، الذي راوغ مدافعين قبل أن يمرر كرة على طبق من ذهب ترجمها الهداف المغربي بثقة عالية، ليرفع رصيده إلى أربعة أهداف في البطولة، متجاوزاً الرقم القياسي السابق للمهاجم محسن ياجور (3 أهداف في نسخة واحدة).
في الشوط الثاني، تحوّل الأداء المغربي إلى لوحة من الانضباط والتضحية، حيث قاتل اللاعبون في كل شبر من أرضية الميدان للحفاظ على التقدم التاريخي. وبينما ضغط المنتخب الأرجنتيني بكل ثقله، أظهرت الدفاعات المغربية بقيادة معما وبنهاشم صلابة فولاذية، ليُحكموا غلق المنافذ أمام خصمٍ اعتاد على الهيمنة في هذه الفئة العمرية.
وبإطلاق صافرة النهاية، انفجرت المدرجات فرحاً، ودوّى النشيد الوطني المغربي في سماء سانتياغو، إيذاناً بتتويج غير مسبوق يُكتب بماء الذهب في سجلات كرة القدم الوطنية والعربية.
بهذا الإنجاز، لم يكتفِ المنتخب المغربي بتحقيق اللقب العالمي فحسب، بل وجّه رسالة قوية مفادها أن الكرة المغربية قادرة على مقارعة الكبار في كل المستويات، وأن جيلاً جديداً من المواهب قادم ليواصل إشعاع المملكة في سماء المستديرة.