فاز زهران ممداني، السياسي الشاب المنتمي إلى التيار الديمقراطي الاشتراكي، بمنصب عمدة نيويورك في الانتخابات التي جرت مؤخرًا، متفوقًا على خصمه السياسي المخضرم أندرو كومو، الحاكم السابق للولاية.
ويُعد هذا الفوز منعطفًا تاريخيًا في الحياة السياسية الأمريكية، إذ يبلغ ممداني 34 عامًا فقط، وينحدر من أصول هندية، ليصبح أحد أصغر رؤساء البلديات في تاريخ المدينة وأكثرهم تقدمية في الخطاب السياسي.
في برنامجه الانتخابي، تعهّد ممداني بإطلاق إصلاحات اجتماعية واسعة تستهدف الفئات المتوسطة والضعيفة، من أبرزها:
- مجانية النقل بالحافلات داخل المدينة 🚌
- إنشاء متاجر بقالة بلدية لتوفير أسعار عادلة للمواد الغذائية 🛒
- رعاية أطفال مجانية للأطفال دون سن الخامسة 👶
وقد تبنّى ممداني خلال حملته شعار “الأمل والمستقبل”، الذي لاقى صدى كبيرًا لدى الشباب والمنحدرين من أصول مهاجرة، وخاصة اللاتينية والآسيوية، ما منحه قاعدة انتخابية صلبة مكّنته من تحقيق فوز غير مسبوق.
يرى محللون أن فوز ممداني يمثل عودة الحزب الديمقراطي إلى جذوره التاريخية، القائمة على دعم الطبقة العاملة والبرامج الاجتماعية، في مقابل توجهات التيار الوسطي الذي سيطر على الحزب لعقود.
كما يعكس انتخابه تحولاً في المزاج السياسي الأمريكي نحو تبني خطاب أكثر تقدّمية وشمولية، في ظل تصاعد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية داخل المدن الكبرى.
ورغم النشوة التي رافقت هذا الفوز، ينتظر العمدة الجديد لنيويورك اختبار حقيقي في تنزيل وعوده الانتخابية وسط مدينة مترامية الأطراف تضم أكثر من 8 ملايين نسمة وتعاني من تفاوت اجتماعي صارخ.
وسيتعين على ممداني الموازنة بين الطموحات الاشتراكية والواقع المالي الصعب، إلى جانب التعامل مع المؤسسات الاقتصادية واللوبيات القوية داخل المدينة.
ومع دخوله مقر البلدية في يناير 2026، سيكون أمامه فرصة لإعادة تعريف مفهوم القيادة المحلية في الولايات المتحدة، وتقديم نموذج شبابي تقدّمي يعكس تنوع المجتمع الأمريكي المعاصر.

