تثير القاعة الجديدة لهوكي الجليد بالرباط، التي بلغت كلفتها 246 مليون درهم، نقاشاً واسعاً في المغرب حول جدوى الاستثمار في رياضة ما تزال هامشية داخل البلاد. المشروع، الذي تشرف عليه الدولة عبر وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ويُنجَز من طرف وكالة التجهيزات العمومية (ANEP)، تحوّل إلى موضوع يدمج بين الإعجاب والدهشة والتساؤلات.
✔ مستودع ثلجي يجذب الأنظار… ويدافع عن نفسه
محمد خالد مريني، رئيس ومؤسس الجامعة الملكية المغربية لهوكي الجليد، أكد في تصريح إعلامي أن هذا الاستثمار ليس مغامرة غير محسوبة، بل خطوة مطلوبة لتطوير ممارسة قائمة لكنها غير مُسلَّط عليها إعلامياً.
وأوضح قائلاً:
“الهوكي على الجليد ليس رياضة غير شعبية، لكنه لا يحظى بالتغطية الإعلامية التي يستحقها”.
✔ تاريخ رياضي مهم.. لكن غير معروف
الجامعة أكدت أن المغرب شارك خلال العقدين الأخيرين في بطولات دولية عديدة، واستقبل منتخبات من الولايات المتحدة، كندا، فرنسا، إسبانيا، التشيك، كما نظّم أول بطولة إفريقية شاركت فيها الجزائر ومصر وتونس.
كما حقق المنتخب المغربي نتائج لافتة:
- ميدالية برونزية في أبوظبي
- ميدالية ذهبية في كأس التنمية في أندورا
- مشاركة في بطولات بكندا وسويسرا وروسيا
غير أن غياب البنية التحتية المناسبة كان دائماً عائقاً أمام انتشار الرياضة، وفق تصريح رئيس الجامعة الذي أكد أن “القاعات القديمة لا تستوفي الشروط، ونرفض مئات الطلبات سنوياً لعدم توفر أماكن التدريب”.
✔ قاعة الرباط… بداية انفجار في الطلب
مريني يؤكد أن الإعلان عن القاعة الجديدة خلق تفاعلاً كبيراً:
“توصلنا بطلبات انخراط يومية منذ الإعلان عن المشروع”.
ويتوقع أن تشكّل القاعة “نقطة تحول وطنية” من شأنها إطلاق جيل جديد من اللاعبين، وتعزيز الحضور المغربي في المنافسات الدولية.
✔ رياضة تخدم السياحة وصورة المغرب
يرى مريني أن الرياضة الحديثة أصبحت وسيلة ترويج سياحي فعّالة:
“الرياضة هنا ليست فقط منافسة، بل وسيلة لتسويق المغرب دولياً”.
وبحسبه، فإن هذا الاستثمار سيجذب زواراً وجمهوراً جديداً، كما سيساهم في تنويع العرض الرياضي للمملكة.
✔ منشأة عالمية بمعايير دولية
تقع القاعة في منطقة العكاري على الواجهة البحرية للرباط، وتضم مرافق رياضية وإدارية متقدمة:
🧊 خصائص القاعة:
- مساحة الجليد: 1.738 متر مربع
- مدرجات وسالونات وكافيتريات
- قاعة متعددة الرياضات تحت الأرض
- مكاتب للإدارة وفضاءات تقنية
- فضاءات للجمهور والتذاكر والمتاجر
- غرف تبديل ملابس، مركز إسعافات، مركز مكافحة المنشطات
- مطابقة لمعايير الاتحاد الدولي لهوكي الجليد (IIHF)
وتؤكد الجامعة أن القاعة ستفتح أمام:
- الأندية
- المدارس
- الممارسين الهواة
- جميع الفئات العمرية
مع وعود بأن تكون الأسعار في المتناول.
✔ مشاريع جديدة في الطريق
يؤكد مريني أن الرباط لن تكون المنشأة الوحيدة:
“هناك مشاريع لِقاعات مماثلة في مدن أخرى، أسرع مما يتوقع الجميع”.
ورغم استمرار النقاش حول أولوية هذا النوع من الاستثمارات، يبدو أن المشروع يرمي إلى تحويل رياضة الهوكي الجليدي من نشاط هامشي إلى واجهة رياضية وسياحية جديدة للمغرب.

